يذكر هذا من كلام فاطمة فينكرونه وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة يتحققونه لو لا عداوتهم لنا أهل البيت، ثم ذكر الحديث قال: لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فدك وبلغ ذلك فاطمة، لاثت خمارها «١» على رأسها وأقبلت في لمة من حفدتها «٢» تطأ ذيولها، ما تخرم «٣» من مشية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم شيئاً، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد «٤» من المهاجرين والأنصار فنيطت «٥» دونها ملاءة ثم أنت أنّةً اجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس فأمهلت حتى سكن نشيج «٦» القوم وهدأت فورتهم، فافتتحت الكلام بحمد اللَّه والثناء عليه والصلاة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها فقالت:«لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ» فان تعرفوه تجدوه أبي دون آبائكم «7» واخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ النذارة «8» صادعاً بالرسالة مائلًا عن مدرجة «9» المشركين ضارباً لثجنهم آخذاً بكظمهم يهشم الأصنام وينكث الهام «10» حتى هزم الجمع
(٢١١)