تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢١٥
عليه أكثر من سنة. وشراب الليمون إما سادج. وصنعته: أن تسحق من السكر الجيد ما شئت ويوضع في مدهون ويعصر عليه ماؤه ويشمس مغطى بخرقة صفيقة أياما لا تعدو خمسة ثم يحل السكر باللبن الحليب ويرفع على نار لينة وقبل أن يغلى يمزج بنحو عشره كاللبن من الماء القراح وتحد ناره حتى ترتفع رغوته فتنزع ويغلى حتى يصفو من الرطوبات فيسقى الليمون شيئا فشيئا حتى يشرب كل رطل منه ثلاث أواق إلى أربع أو اق ومن الناس من يزيد وينقص لكن النقص غير جيد وقد يضرب في الماء ببياض البيض طلبا لتحسين لونه فإذا انعقد فليرفع وقد تحد ناره إلى أن يجف ويقرص ويمسح بدهن البنفسج ويسمى هذا عقيد الليمون وأما المركب فمنه المعروف بالملعب وهو المعمول بالألعبة المأخوذة مما فيه ذلك كبزر المرو والريحان والسفرجل ومنه المصمغ وهو المسقى بالصمغ المذاب في السكر النبات ومنه السفرجلي وهو الذي يسقى سكره بماء السفرجل مع الليمون بشرط أن يكون السفرجل ضعف ماء الليمون والمنعنع وهو المسقى بعصارة النعنع وقد يبدل السكر بالشيرخشك والترنجبين فهذه أقسامه التي نوعوه إليها وهو أجود الأشربة يقمع الصفراء والحميات مطلقا خصوصا ذوات الأدوار ويذهب الاحتراق والأبخرة والاخلاط السوداوية والسموم خصوصا العقارب ويحمى عن القلب ويسر النفس ويذهب العطش وضعف الدماغ وأورام الحلق والقصبة وخشونة الصدر خصوصا المصمغ وكدورة الصوت وأمراض الأطفال كلها والقلاع واعتقال اللسان حيث كان وما في الصدر من الاخلاط اللزجة ويرقق كل غليظ ويقطع كل لزج وإن أخذ قبل الدواء هيأ البدن لقبوله أو بعده غسل ما أبقاه ومن لازم عليه حفظ صحته وقد أطنب صاحب الشفاء فقال إنه ينوب عن الترياق الكبير وإنه ينقى الاخلاط الثلاثة وسائر الحميات والأمراض هذا حاصله ولا شك أنه نافع لكن فيما ذكر، وأما المنعنع فيذهب الخيالات والدوخة وتراقى البخار إلى الدماغ والسفرجلي يهضم ويقوى المعدة والقلب ويزيل الخفقان مجرب والمعمول بالشيرخشك أو الترنجبين ينفع من الربو والسعال وضيق النفس وأوجاع الصدر خصوصا إذا وضع في الفم وترك انحل بنفسه والملعب ينفع من حرقة البول ووجع المثانة، وحاصل الامر أن جل نفعه في أمراض اللسان والأطفال والحميات واللهيب والحرارة وكثير الحمض يضر العصب ويضعف الباه ويهيج السعال اليابس ويصلحه اللوز والخشخاش [ششدنب] نبت يميل إلى صفرة وأصوله إلى الحمرة تفه الطعم فيه حدة يسيرة وأجوده المجلوب من دير النوبا وهو حار في الأولى يابس في الثانية وقد جرب منه النفع من الاستسقاء والجنبين وفساد اللون وعسر النفس ويحل البلغم ويخلص من أمراضه العسرة كالفالج واللقوة والخدر ويدر البول ويزيل الرياح الغليظة وشربته إلى ثلاثة [شعير] منه ما سنبلته مبسوطة ذو حرفين ومنه مربع كسنبل الحنطة ويجود في الأرض الحرة وسنة المطر ويزرع من أكتوبر إلى فبراير ويدرك بأبريل ومايو قبل الحنطة وأجوده الحديث البالغ النضيج الرزين والقديم ردئ جدا وهو بارد في الثانية يابس في الأولى أكثر غذاء من الباقلاء خلافا لمن زعم العكس واستعماله في الصيف والربيع يسكن غليان الدم والتهاب الصفراء والعطش ولكنه يهزل ويسمن الخيل خاصة ودقيقه قوى التحليل للأورام ضمادا ويفجر الدبيلات ويلين الصلابات خصوصا مع الراتينج والزفت والشمع وإذا اشتد النفاخ أضيف الحلبة وبزر الكتان ومع قشر الخشخاش والإكليل يسكن وجع الجنب ومع السفرجل النقرس الحار بالخل يذهب الحكة والجرب وبماء البنج يزيل الصداع وأورام العين والنزلات وبنحو قشر الرمان والعفص يعقل وبنحو عصارة الخس والرجلة يزيل الالتهاب والحرارة ومع الأفيون ونحو البنج يجبر السكر والصداع والوثى
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340