تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢١٩
وبماء الانيسون يحل القولنج مجرب وهو يجفف ويصدع المحرور ويخشن الصدر ويصلحه الشيرج وشربته أربعة قراريط [شنج] الحلزوم [شنبليد] السورنجان [شنبار] الفراسيون [شهدانج] وبالقاف والهاء فارسي شجرة القنب وحبه يسمى القنبس وأهل مصر يسمونه الشرانق وأوراق هذه الشجرة مشهورة بالحشيشة والرومي منها يسمى الزكزة وهو نوعان كبير وصغير فالكبير يطول نحو قامتين عريض الأوراق كأن الواحدة كف اليد وأصابعها ووسطه فارغ ولحاه القنب المعمول منه الحبال يستخرج بالدق كالكتان والصغير أجوده الزنجي فالهندي فالرومي وهذا أوراق صغار وعروق ضعيفة يزرع ويدرك بشمس السرطان وهو مركب القوى من حرارة نحو جزء وبرودة نحو أربعة فلذلك هو بارد يابس في الثالثة إذا حشيت به الاذن أخرج ما فيها من المواد أو قطرت عصارته قتل الديدان وإن طبخ واغتسل به قتل القمل ونطوله يحل الأورام ومع العسل يسكن الأوجاع الحارة طلاء ويؤكل فيعطى من التفريح بقدر ما فيه من الحرارة واللطف ثم يخدر ويكسل ويبلد ويضعف الحواس وينتن رائحة الفم ويضعف الكبد والمعدة بتبريده فيوقع في الاستسقاء وفساد الألوان لتنويره الشهوة الكاذبة والحلاوات تقوى فعله والحموضات تفسده وتصحى آكله وزعم متعاطيه أنه يقوى الجماع ولعل ذلك في المبادئ ثم يحل العصب لبرده وقد يتجرأ من يدمنه على أكل رطل منه كما سمعناه وبالجملة ففساده كثير ينبغي لمن يتعاطاه تعاهد القئ واستفراغ البدن بالمسهلات وربوب الفواكه وحبه يحل الرياح ويسكن الغثيان ويزيل اللزوجات ولكنه يخشن وإدمانه يقرح ويصلحه الخشخاش [شوندر] لا فرق بينه وبين الجزر واللفت إلا أن أوراقه غير مشرفة وأصوله قطع إلى استدارة وطول شديد الحمرة حلو بمزوزة ما وحرافة بارد رطب في الثانية أو هو حار في الأولى يسمن ويملا العروق دما ويهيج الباه وإن كان باردا لغلظ غذائه وإن أكل مشويا كان أبلغ في النفع وهو عسر الهضم يولد الرياح ويصلحه النشا والعسل وبزره ترياق السموم القتالة والرياح الغليظة والعفونات وطبيخه إذا جلس فيه حل الأورام الرديئة والبواسير [شونيز] هو الحبة السوداء وهو نبت كالرازيانج إلا أنه أطول وأدق وزهره أصفر إلى بياض يخلف أقماعا أكبر من أقماع البنج تنفرك عن هذا الحب وأجوده الحديث الرزين الحاد الحريف ويدرك بحزيران وتبقى قوته سبع سنين وهو حار في الثالثة يابس في آخرها أو الثانية قد أخبر صاحب الشرع عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح بأنه دواء من كل داء إلا السام يعنى الموت والمراد من كل داء بارد فالعموم نوعى وهو يقطع شأفة البلغم والقولنج والرياح الغليظة وأوجاع الصدر والسعال وقذف المدة وضيق النفس والانتصاب والغثيان وفساد الأطعمة والاستسقاء واليرقان والطحال واستعماله كل صباح بالزبيب يحمر الألوان ويصفيها ومع النانخواه والقزاز المحرق يفتت الحصى ويدر البول ورماده يقطع البواسير شربا وطلاء وإن نقع في الخل وتمودي عليه سعوطا نقى الرأس من سائر الصداع والأوجاع والشقيقة والزكام والعطاس وكذا البخور به وكذا إن قلى وربط على الأورام حارا وإن طبخ مقلوه بالزيت وقطر في الاذن شفى من الصمم خصوصا مع دهن الحبة الخضراء أو في الانف شفى الزكام أو مقدم الرأس منع انحدار النزلات وبماء الحنظل والشيح يخرج حيوانات البطن طلاء على السرة وبالخل والعسل وبول الصبيان محرقا وبلا حرق يبرئ السعفة والقروح حيث كانت والثآليل وإن أضيف إلى ذلك دم خفاش أو خفاف قلع الوضح والبهقي وتغليب الشعر برماده بمنع انتشاره وبالسكنجبين يذهب أنواع الحمى الباردة وهو ترياق السموم حتى إن دخانه يطرد الهوام. ومن خواصه: أن شرب دهنه مع الزيت والكندر يعيد الشهوة
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340