والوباء والروائح الكريهة وهو حار رطب في الثانية يولد غذاء جيدا وخلطا صحيحا ويصلح البرسام والفالج والكزاز والوسواس والماليخوليا، ومن شرب من دمه بدهن اللوز أصلح صوته بعد اليأس من صحته [شربين] شجر كالسرو إلا أنه أشد حمرة وأزكى رائحة وأعرض أوراقا وأصغر؟ مرا ومنه القطران الجيد المعروف بالبرقي وما استخرج من غيره كالأرز فضعيف والشربين شجر يدوم وجوده وتبقى شجرته نحو خمسين سنة ومنه صنف صغير يسمى العرعار البرى شائك له ثمر كالجوز وكله حار يابس في الثالثة إذا رض وطبخ وشرب ماؤه شفى القروح الباطنة والظاهرة والاسترخاء وضعف المعدة والكبد والرياح الغليظة والطحال والاغتسال به يمنع انتثار الشعر ووجود القمل ويحلل الأورام ويطرد الهوام وإذا استنجى به شفى الأرحام والمقعدة وإن سحق وذر منع الدم وأدمل القروح وهو يطيب رائحة البدن ويزيل الاعياء لكن يهزل ويصدع المحرور وتصلحه الكزبرة [شراب الأشربة] من التراكيب القديمة المعتبرة أول من صنعها فيثاغورس وهى أقوى من غيرها وأولى في التلطيف وفتح السدد والأمراض الحارة طلاء والأزمنة الحارة وعكس روفس هذا محتجا بسرعة استحالتها فتفسد، ورد بسرعة النفوذ وعدم الممانعة في الحرارة غالبا والأولى أن تستعمل محلولة وقد تلق لمانع ككراهة شرب وعدم مسوغ للماء كما في العتيق، والقانون في طبخها أن يؤخذ الماء مما له ماء كالليمون وعصارة ما ليس له ماء كالحماض ويطبخ ما صلب كالتفاح بعد تقشيره ورضه بعشرة أمثاله ماء حتى يذهب الثلثان أو النصف ويعادل الباقي بالسكر أو العسل ويعقد ولابد من نقع الحشائش قبل الطبخ يوما وأكثر أعمال الأشربة سنة فلا تستعمل بعدها لأنها سريعة الفساد وقد يلقى في ماء طبخ بالسكر قليل عسل عند النهاية فيمنعه من التحجر والذي أراه المنع من ذلك ويعتاض عنه بتحريكه في إنائه بعود تين أياما وأما ما فيه مطيب فلا يضاف إلا بعد تبريده كالعنبر ونحوه [شراب السكنجبين] وهو أول ما ركب ويدعى في اليونانية بالاورمالى والاقراطن وكلها أسماء للعسل والماء ثم نقله أبقراط إلى ما ركب من حامض وحلو فسماه سركنجبين يعنى خل وعسل وعرب فحذفت راؤه وقال الشيخ هو يوناني حادث أو منقول إليهم من الفرس والثاني أصح وإنما اختار العسل لبرد البلاد والخل للتنفيذ والمقابلة ويتنوع بحسب الزمان والمكان والمزاج والقبض والاطلاق والتدبير وقطع خلط بعينه وحافظ وجال وعكسها إلى أنواع لأنه إما أن يؤخذ لحفظ الصحة أو رفع المرض وكل منهما لا بد وأن يكون في أحد الفصول وعلى كل حال لابد أن يقصد به إصلاح نوع من أنواع المزاج وكل من هذه إما أن يعمل فيها بالأصل أعنى الخل أو ما ناب منابه أعنى التمر هندي والنارنج والأترج والليمون والتفاح والسفرجل وكل من هذه إما بالعسل أو السكر أو الدبس فقد بان لك انقسام السركنجبين بحسب مادته وزمنه ومن يستعمله إلى ألف ومائتين وستين قسما فهذا أكثر من الشراب أعنى الخمر لانهم حصروه في ستمائة وقد يتوسع في الحامضات والحلويات فيكون أكثر مما ذكرنا لكن لم يذكروا غير ذلك وله وسائل مفردة تصدى لجمعها مثل الشيخ وابن زكريا والامام فخر الدين وغيرهم وما ذاك إلا لجلالته وفى النفس من إفراد رسالة تشتمل على جميع أحكامه الذاتية والعرضية على أن فيما ههنا كفاية ثم السكنجبين كما ذكر جل المحققين يمكن الاستغناء به عن سائر الأدوية إذا عرفت نسب أقسامه المذكورة ولا شك أن أجوده ليس نوعا مخصوصا كما ذكروه بل الأصح عندي أنه بحسب النسب لأنك إذا علمت أن السكر حار رطب في الثانية والخل بارد يابس فيها علمت أن الاعتدال فيهما مشروط بالتساوي وإن قلنا إن مزاج الخل في الثالثة اشترط في التعديل منهما نقصه عن السكر وكذا الحكم في العسل
(٢١١)