رأى النائم حاجته [داري] منه رومي هو الهيوفاريقون وفارسي حب كالشعير أغبر يكون بشجر بجبال فارس يؤخذ منه آخر الخريف وقوته تسقط بعد أربع سنين وهو حار يابس في الثانية ينفع من السموم ويخرج ما في البطن من الحيوانات بقوة ويفتح السدد ويحلل الرياح خصوصا من المقعدة ويصلح أمراضها كلها كالبروز والبواسير وأوجاع الرحم كيف استعمل ويحلل الورم طلا ويضر المثانة ويصلحه الانيسون وشربته إلى نصف درهم وبدله نصفه لوز وثلثاه أبهل حيث لا حمل [دار فلفل] تسميه أهل مصر عرق الذهب ويسمى أذناب الحرادين قيل إنه أول ثمر الفلفل أو هو موضعه كقطف العنب أو شجرة تكون بجزائر الزنج كالتوت تحمل غلفا محشوة كاللوبيا وعلى كل حال فهو قليل الإقامة لا يتجاوز ثلاث سنين ويسرع العفن إليه وهو حار في الثانية أو الثالثة يابس أو هو رطب في الأولى من أخلاط المعاجين الكبار يحلل الرياح ويهيج الشهوتين وينفع من برد المعدة والكبد وسددهما ويدر ويسقط ويستأصل البلغم ويطيب الرائحة إذا وقع في الأطياب كالدار صيني ومتى أغلى ودهن به سكن الفالج والكزاز والاختلاج وفتح الصمم وقد جرب أنه إذا شوى في كبد ماعز وسحق بالرطوبة السائلة منه ورفع كان كحلا جيدا للغشا والظلمة عن تجربة وهو يصدع ويصلحه الصمغ وشربته إلى نصف مثقال وبدله أحد الفلفلين [داتورة] جوز مائل [دبق] حكمه في وجوده على شجر حكم الشيبة لكنه حب كالحمص غير خالص الاستدارة خشن يكسر عن رطوبة تدبق بشدة إلى صفار ما وأجوده الأملس الرخو الكثير الرطوبة الضارب قشره إلى الخضرة وأكثر ما يكون على البلوط وحكى بعضهم أنه ينبت أغصانا مستقلة في أصول الأشجار التي يكون بها وأكثر ما يوجد في زمن الصيف وهو حار في آخر الثانية يابس في أولها كذا قالوه وعندي أن حرارة الكائن منه على البلوط لا تعدو الأولى وأما يبسه فيقارب الثالثة أما على التفاح في الثانية وكيف كان فهو سريع التحليل والجذب من أعماق البدن ينضج الأورام ويفجر الدبيلات ويكسب الأعضاء حرارة كثيرة تزيد بزيادة مكثه ويقلع الأظفار بالزرنيخ والزفت وينبتها بالنورة والعسل وإذا شرب نقى البلغم والسوداء ويسكن النساء والمفاصل ويفتح السدد وإذا طبخ بالعسل والدبس والسبستان ومد فتائل مستطيلة ووضعت على الأشجار جاءت الطيور وتعلقت به مجرب ويخلط بالحناء فيذهب السعفة والابرية ويحل بدهن الورد وتلطخ به شعور النساء فتطول جدا وتحمر إلى الغاية ويطرح مع القرمز فيقوى صبغه بل لا فعل له بدونه وللصباغين فيه أرب كبير وهو يولد الرياح الغليظة والقراقر ويضر القلب ويصلحه أن ينقع حتى يتقشر ويحل في الماء ومع الخروع ويؤخذ عليه الباذرنجويه وشربته إلى نصف مثقال وبدله وزنه أرز ونصفه أبهل [دبس] يطلق في الأصل على عصير العنب وغالب الأطباء يريد به عصير الرطب والتمر ويسمى كل ما عصارته حلوة كالرب دبسا وربا وعقيدا إذا زيد طبخه لكن بقيد لازم وأجود ذلك ما عصر بعد النضج وطبخ حتى يتحمض ونحن نذكر دبس العنب والرطب هنا لاشتهارهما بذلك ويأتي الباقي في الربوب فأقول دبس العنب هو أن يعصر فيؤخذ ماؤه فيغلى غليات خفيفة ويبرد فيخرج على وجهه من فضلات القشر ونحوها شئ كالدق فينزع ويعاد إلى الطبخ فان اقتصر في طبخه على ذهاب ثلثيه فهو الرائق سمى بذلك لأنه لا يجمد وإن اشتد طبخه بحيث يقتصر فيه على نحو الربع فهو المعروف عندهم بالشديد ثم يرفع في أوانيه ويحرك بشئ من حطب التين فينعم ويشتد بياضه وهو حار رطب في الثانية وغلط من جعله يابسا يولد الدم الجيد ويسمن سمنا جيدا ويحمر اللون ويفتح السدد ومع يسير الخل يزيل الخفقان واليرقان والطحال وإذا مزج بيسير الزعفران
(١٥٠)