ورقها كورق الباذنجان لكن أدق يسيرا وزهره كألوانه وينشأ في غلف دقاق إلى خضرة يدرك بمسرى فإذا رفع تبقى قوته سبع سنين في بلده وثلاثة في غيرها وهو حار يابس في أول الرابعة ينفع من الاستسقاء واليرقان وأوجاع المفاصل والظهر والساقين والوركين والنقرس والخام والحصى ويفتح السدد ويمنع الشيب ويسود الشعر والهند تستعمله في المعاجين الكبار ولأهل الصين فيه مزيد رغبة وهو من أدوية الأقاليم الباردة والمشايخ ولا يجوز لضعاف الأرواح كمصر والحجاز ولا لكثيري التحليل كالحبشة وهو مكرب مغث شديد المغص يحل القوى ويقئ وربما قتل بالاسهال لمن لم يعرف قانونه وبين نصفى حبته إذا انقسمت لسان دقيق أشد ضررا من البيش فينبغي رفعه ويصلحه التربد والبسفايج والزعفران والاشقيل والورد المنزوع والانيسون والكثيرا والهندي مجموعة ومفردة فإنه معها يستقصى الاخلاط وينقى من الكيموسات الرديئة وينبغي شرب الماء البارد عليه واللبن الحليب ونحو رب الريباس والحصرم وشربته إلى دانقين وفيه شعبذة إذا بلت به الإصبع ووضعت على جفن العين ورم ويصلحه الشيرج أو الزيت وبدله حب النيل [دهنج] حجر يتولد من بخار يصعد من النحاس عند انطباخه في المعادن كالزبرجد في الذهب ويكون أيضا في معادن الذهب وغيرها وكذلك الزبرجد خلافا لمن قصرهما على المعدنين كالصوري وأجود الدهنج الأخضر الذي يصفو إذا صفا الجو وعكسه فالأحمر فالأصفر وغيرهما ردئ وأكثر تولده بالسوس وقبرص وهو بارد يابس في الرابعة قد جربناه مرارا لإزالة البياض وحدة البصر، وإذا حك في الشراب وسعط به أزال الصرع المعجوز عنه ويقطع البرص والبهق طلاء وإذا شربه مسموم أبرأه من وقته مع أنه سم قاتل في الصحيح لا دواء له وشربته إلى نصف درهم وليس له بدل يعدله [دهن الادهان] من التراكيب القديمة قيل إنه استخراج أبقراط ورأيت ما يدل على أنها من قبله لأنه ذكر في جوامع التراكيب أن فيثاغورس أخذ الفستق فاعتصر دهنه وكان يتسعط به مع مرارة الكركي تارة ويدهن به أخرى قال وكان يدهن عند الرياضة. وبالجملة هي كثيرة المنافع لان منها المحلل والمذهب للآثار والملحم إلى غير ذلك وليس لنا بعد المعاجين الكبار ما يزيد نفعه إذا طال مكثه إلا هي وحدها ستون سنة. وضابط قانونها أنها إذا كانت من ورق فالطريقة الأولى في القراباذين اليوناني علفها السمسم أو اللوز المقشوران مع التغيير أياما والبسط في كل معتدل الهواء ثم استخراج ذلك المعلوف بالطحن والماء الحار وقد تطبخ هذه الأوراق حتى تنضج وتصفى ويطبخ ماؤها بالادهان والأصح طبخها بستة أمثالها ماء حتى يبقى الربع فيضاف له مثله دهنا وأما جعل الورق في القزاز ونحوه بالدهن في الشمس فلا أصل له وإذا كانت أجساما مائية كالقرع عصرت وطبخت بالادهان حتى يذهب الماء مماثلة أو صلبة كالفيجن طبخت كما مر أو لبا كالجوز أخرجت من بادئ الرأي بالطحن والماء ونحو صفار البيض يجعل في طاجن مائل بعد الساق على نار لطيفة وكالشونيز والحنطة يجعل في إناء ذي ثقبين أحدهما يستدخل في طاجن ويغطى بصفيحة مخروقة وعليه النار والآخر ينزل إلى قابلة يسيل فيها وأما نحو الآجر فيحمى ويطفأ في الادهان حتى يتكلس ويقطر بأجمعه وقد أحدث الناس طرائق غير هذه وأفضل الادهان دهن الآجر من استخراج الأستاذ ينفع من الفالج واللقوة والنسا والمفاصل والنقرس والرعشة والأورام كلها ويفتح السدد ويفتت الحصى ويدر ويخرج المشيمة والجنين ويصلح أوجاع الظهر والجنب والدماغ وأصلح ما استعمل للمبرودين وزمن الشتاء والبلاد الباردة. وصنعته ما مر: والادهان إما بسيطة كهذه أو مركبة كالخلوقي وقد اختلف في طبع الادهان
(١٥٥)