والقئ واللهيب، والنوعان الجيدان يعمل منهما شراب الحماض المذكور في الطب ينفع من الحكة والجرب والحصبة والجدري وغليان الدم والسعال الحار وهذا هو المشار إليه لا ما يعمل في مصر من الليمون المركب والمتولد بزره بلا زهر إذا سحق أو بزره وشرب فرح النفس وقوى الحواس وقارب الخمر وإن أكل قبل لسع العقرب لم يظهر لها فعل وإن علق في خرقة على فخذ الماخض ولدت من وقتها إن لم تعلقه حائض وإن طبخ بالكمون ورش في البيت طرد النمل وهو يضر الرئة ويصلحه السكر وشربة بزره إلى ثلاثة وجرمه إلى ثمانية عشر [حمام] في اللغة كل ما عب وهدر وكان مطوقا، والمراد به هنا الأزرق البرى والملون الأهلي، ولباقي الأنواع أسماء تأتى كالفاخت والشفنين والقمري، والحمام طير ألوف إذا عمل له مسكن مخصوص ألفه وهو أزكى الطيور وأعرفها بالطرقات الخفية البعيدة وأحنها وأميلها إلى إناثه بحيث لو وضعت الأنثى في مكان وأخذ عنها الذكر بعد ما زوج بها إلى مسافة نحو سنة وخلى ونفسه جاءها لولا سطوة الجوارح ومن ثم تتخذ منه البطاقات للاخبار، وهو حار في الثانية يابس فيها أو في الأولى، والبرى ألطف وأيبس وأطيب رائحة وكله مسمن قاطع للاخلاط الباردة نافع للفالج واللقوة والرعشة والاستسقاء الزقى والريحي ويفتت الحصى ويحسن اللون خصوصا رماد رأسه فان له في ذلك شربا وفى الغشاوة كحلا عظيما ودمه حار يقطع البياض وسائر الآثار والأورام كحلا وطلاء وإذا شق ووضع جذب السم إلى نفسه وحرارة النار الفارسي والاكلة وإذا نضج في الشيرج بلا ماء ولا ملح وأكل فتت الحصى وحيا وزبله يقلع الآثار كالكلف والبرص ويحل الاستسقاء طلاء بالخل ويهيئ الأرض الباردة للزراعة ويقطع النبات الضار ويصلح الأشجار بالزيت مرخا ووضعا في أصلها كذا في الفلاحة وريشه إذا أحرق بمثله ملحا ومثله دقيقا وعجن وأكل أسهل كيموسا غليظا وأصلح الاستسقاء وعظم ساقه إذا أحرق كانت منه فرازج تعيد البكارة وبيضه إذا أكلته الأطفال بالعسل تكلموا سريعا وكذا إذا دلك به اللسان فإنه يورث الفصاحة وإن شرب نيئا أزال خشونة الصدر وحسن وخصب البدن ومرارته تمنع نزول الماء والغشاوة والبياض كحلا وأكل قانصته يولد الحصى وهو يصدع المحرور ويحرق الدم وربما أدى إلى الجذام ويصلحه السكنجبين واللبوب. ومن خواصه: أن تربيته في البيوت تمنع الطاعون والخدر والكزاز والرعشة والفالج وفساد الهواء وفيه أنس للمتوحش لحديث عن صاحب الشرع صلوات الله وسلامه عليه وإن لم يبلغ مرتبة الصحة [حمار] حيوان معروف منه برى هو أعظمه جثة حتى إنه يفوق على البغال ويسمى الفرا وهو أشد الحيوان غيرة إذا ولدت الأنثى خبأت أولادها فيتجسس عليهم الذكر حتى يظفر بهم فيخصى الذكور حتى لا تشاركه في الإناث وقد شاهدنا ذلك والأهلي أصغر وألطف والحمار مرطوب برطوبة فضلية فلذلك يقبل غير جنسه وإذا نزا على الفرس حملت منه وكذا إن نزا الحصان على الحمارة وهو حار يابس في الثانية أو يبسه في أول الثالثة يغلظ الاخلاط فيصلح لأهل الرياضة والكد ويسمن المهزول لكنه عسر الهضم سريع الاستحالة إلى السوداء وربما أفضى إلى داء الأسد وفيه سهوكة وحرافة ينبغي أن تقطع بالأبازير والانضاج ودمه يحلل الأورام طلاء ويجلو الكلف ومرارته داء الثعلب دهنا بالعسل وزبله يحل القولنج المزمن والمغص وإن شرب بعلم آخذه، ويقطع الرعاف سعوطا ويسقط الأجنة والمشيمة بخورا وشربا ويحلل البواسير مع الصبر طلاء وكذا شقوق المقعدة وكبده مشويا ينفع من الصرع وكذا شرب حافره ورماده يحلل الخنازير والصلابات وشحمه يجلو ويذهب القروح الباذنجانية وغيره وشعرها إذا وضع
(١٢٩)