على عضة الكلب أصلحها وجلده إذا لف فيه من ضرب بالسياط دفع ألمها. ومن خواصه: أن النظر إلى عينيه يصحح البصر ويمنع نزول الماء وأن ملسوع العقرب إذا قال في أذنه قد لدغت بالعقرب أو ركبه مقلوبا سكن الوجع وإن ذكر اسمه لها لم تبرح من مكانها، ومن عمل خاتما من حافر الوحشي اليمين وتختم به في الخنصر اليسرى ثم أخذ سيرا من جبهة الحمار مطلقا وشد على الرأس أو العضد دفع الصرع ومنع الجان من دخول المنزل وهذه علمت من جنى علمها لانسى وهو مشهورة ونهيقه يضر الكلاب ويورثهم وهما وإن ذكره يعظم مقابله إذا أخذ حيا وأكل في حمام مقلوا مبزرا وهو يولد السوداء ويصلحه تعاهد إخراجها بالقئ والتنقية [حمام] هو وضع صناعي مربع الكيفيات اختيارا لمطلق التدبير وواضعه الأستاذ كالبيمارستان قاله ابن جبريل وأندروماخس صاحب الترياق استفاده من شخص دخل غارا فسقط في ماء حار من الكبريت وبه تعقيد العصب فزال فحدث الحكيم أن إسخان الماء في موضع يسخن فيه الهواء جيد فأحدثه أو هو سليمان عليه الصلاة والسلام لكن ظاهر ما أخرجه الطبراني عن الأشعري مرفوعا أن أول من دخل الحمام سليمان عليه السلام لا يعطى أنه الواضع نعم هو أول من أحدث الصابون والنورة له، وموضوع الحمام البدن من جهة التحليل والتلطيف وغايته ما سيأتي من النفع ومادته العناصر الأربعة فيصح إن صحت وبالعكس في الكل والبعض والمبدأ والغاية والتوسط وفاعله المحكم له وصورته التي ينبغي أن يكون عليها التربيع لقرب هذا الشكل من الصحة، وأفضل الحمام مطلقا حمام عال مرتفع في البناء لئلا يحصر الأنفاس المختلفة فيفسد بها وينحل الهواء فيه بسرعة بعد تخلخل وانبساط ويلطف البخار الصاعد إلى الاعلى كما نشاهده من قبة الإنبيق فان اتسع مع ذلك كان أقوى في تفريق الهواء وتلطيفه وقبوله التكيف بما ذكر ولا سيما إن طال عهده أي قدم بناؤه لان الجديد فاسد بأبخرة الاحجار والطين وعفونة ما يشرب من الماء في أجزائه وبرده، قال في الحلبيات ولا يصدق على الحمام القدم إلا بعد سبع سنين فحينئذ يكون غاية خصوصا إن عذب ماؤه ولطف هواؤه وأحكم صانعه مزاجه وينبغي مع ذلك أن يكون مسلخه الذي تجعل فيه الثياب لطيف الصنعة واسع الفضاء وهو مع هذا مصور أكثره بما لطف من الصور الأنيقة كالأشجار والأزهار والاشكال الدقيقة والعجائب لأجل راحة تحصل بالنظر فيها عند الاتكاء وقد حلل الحمام القوى وأن يكون فيه ماء كثير قد نظف فان الحمام آخذ من القوى محلل بلا شبهة خصوصا إذا طال المقام فيه والنظر في الأشياء المذكورة منعش مقو وأن يشتمل داخله على البيوت الكثيرة الرطوبة اللطيفة أولا فالحرارة مستدير الحيضان عميقها كثير القدور لاختلاف المياه حسب المزاج فخرج المختص بشخص وأن يفرش برخام لينعكس الماء وينحل أو نحوه من الجسوم الصلبة خصوصا إن كان مفتوح الأزقة كحمامات الروم وأما فرش الاحجار الرخوة والتراب والخشب وجعل اللبابيد على أبوابه ولبس الثياب فيه فردئ لا يجوز استعماله بحال لفساد البخار حينئذ وعوده على الأبدان. وفى الصقليات: أنه إذا جعل من الخشب فليكن من الأردوج ونحوه كالجميز لقلة قبول مثل هذه حبس البخار وأن تكثر التآريب والتلافيف في دهاليزه ويحكم طبق أبوابه لتقوم الحرارة وأن يصان من الغبار والدخان والتبخر بنحو كساحات الطريق خصوصا إذا عتقت القدور ولا يفتح إلى الجنوب وأن يكثر فيه المنافذ وتستر بنحو البلور للضوء وتكشف وقت الحر لفصل ما انعقد وتلطيفه ويعاهد بالاصلاح إذا عتق والبخورات الطببة والتنظيف وإزالة ما مكث من الماء في الابازين لئلا يفسد فيضر وأن يكون المسلخ موافقا للقوى الثلاثة لان التحليل
(١٣٠)