ذلك تقديري فغلط وخلط، نخالة نصف أوقية تربط في خرقة صفيقة ثم يصب على هذا المقدار قسطان يعنى ثمانية أرطال مصرية من الماء ويطبخ حتى يذهب ثلثاه فيصفى على أوقيتين من كل من العسل والشيرج إن كان الخلط من السوداء أو كان الزمان حرا يابسا وإلا الزيت خصوصا في القولنج وقد يبدل العسل بالقطر والسكر بمصر لخفة حره وهو جيد إن لم يكن الخلط بلغميا وثلاثة دراهم من ملح العجين ودرهم من البورق إن لم يشتد القولنج وإلا العكس ويجب إن كان الخلط عميقا أن يبدل البورق بشحم الحنظل أو يجمعان ويحذف الملح خصوصا في المفاصل السوداوية، واعلم أن القانون في الحقنة أن يكون الماء عشرة أمثال الأدوية والطبخ حتى يذهب الثلثان والكمية تختلف فالبلغمي السمين حده إلى ثلاثمائة درهم والصفراوي المهزول إلى ستة وتسعين درهما وما بينهما بحسبه وفى البلاد الحارة تمزج بالمياه الرطبة كالهندبا في الصفراء والسلق في البلغم والرازيانج في السوداء ولا يجوز ذلك في البلاد الباردة كأنطاكية إلا أن يقع الصفراوي صيفا ورأيت في القراباذين الرومي أن جالينوس قدر ماء الحقنة بحسب الأزمنة فجعل أكثرها في الخريف واحتج بيبسه وقدر الأكثر بخمسين درهما والأقل في الربيع بعشرين وهذا عندي غير معتبر لان الزمان لا دخل له في تقليل ماء الحقنة وتكثيره واستناد الامر حقيقة إنما هو إلى الاخلاط فليتأمل وأما الخيار شنبر فيصفى عليه ماء الحقنة وحده إذا اشتد البلغم أربع وعشرون درهما وكثيرا ما يستعمل بمصر لميلهم إلى الخفيف الحرارة فيستغنون به غالبا عن نحو العسل والبورق وقد يجعلون الرب مكانه في الاحتراقات وهو غلط وعندنا قلما يوضع البكتر في الحقنة فان صحب ذلك برد في الأرحام زيد الأشق والسكبينج والجندبيدستر من كل درهم أو حرارة بدلت بخمسة من كل من برز الخطمي والخبازي والسبستان وقد يزاد إذا كان هناك بلغم سنبل طيب إذا كان الوجع في الرحم ونحوه كذلك وإلا شحم حنظل درهم [حقنة لضعف الكبد والمثانة جيدة] حسك سلق من كل خمس قبضات حلبة كف شحم كلي الماعز ودماغه وخصيته من كل خمسة دراهم ماء حسك أوقيتان لبن حليب رطل يطبخ كما مر ويحقن به فاتزا على الريق ثلاثة أيام متوالية [حقنة] لبرد الأحشاء سيما الكلى والرحم والمثانة وتعرف بحقنة الادهان. وصنعتها: دهن جوز ولوز وبطم من كل أوقيتان سمن أوقية ونصف فإن كانت البرودة عن البلغم كان اللوز مرا وإن تركبت الاخلاط وقدمت أو كان في الظهر وجع زيد زيت قدر أوقية يضرب الكل بمثله ماء ويطبخ حتى يذهب نصفه وتستعمل وهذه يحقن بها في القبل أيضا وإن كان هناك استرخاء أو انحطاط في الأعضاء فعل بماء الآس ودهن الزئبق والمرزنجوش والنمام والقنطريون من كل ملعقتان كما ذكر في الادهان من خلط وغلى واحتقان في القبل أو الدبر وقد يضاف إلى المياه درهم قصب ذريرة [حقنة] ملينة تكسر الحدة الصفراوية والدموية بعد الفصد ويتأكد استعمالها إن كان هناك حمى مع قبض. وصنعتها: شعير مقشور كفان بزركتان وعناب وسبستان تين نانخواه من كل كف حسك قنطريون دقيق من كل قبضة خطمي عشرة دراهم تطبخ كما مر وتصفى على سكرجة من كل من العسل والشيرج وأوقيتين سكر أحمر ودرهمين ملح ودرهم بورق بنفسج نيلوفر من كل خمسة دراهم [حقنة] تصلح قروح المعى والسحج مع إطلاق الطبع اسفيداج قرطاس محرق صمغ عربي من كل درهم صفار ثلاث بيضات مشوية ماء لسان الحمل مطبوخ شعير شحم كلي الماعز دهن ورد من كل نصف جزء سكرجة يخلط الجميع ويحقن به فان أريدت بلا إطلاق حذفت الادهان وزيد الورد بأقماعه مع الشعير في الطبخ.
[حقنة] تحلل الرياح كلها وتخرج الاخلاط اللزجة وتذهب القولنج لب القرع حب قرطم من كل