والمطالع ونقص الميل عن العرض والعكس تأثير بين في ذلك ثم كمنت الطبائع باطنا خالف المحك ما يقع عليه النظر من الجواهر فيحك الأبيض أحمر لكمون الحرارة وبالعكس ومن ثم قيل الفضة ذهب في الباطن إذا لابسته الحرارة ظهر واعلم أن المحك لا يخالف اللون الظاهر إلا في غير ما استحكم مزاجه كاليابسة وإلا لحك القزدير محك الفضة والتالي بين البطلان والمستحجر ما فارق العنصري من التراب ولنذكر من ذلك كله ما كان سهل الوجود داخلا في هذه الصناعة إذ محل استيفاء الجميع كتب الجلبذة [حجر لبنى] سبط أغبر فيه شفافية ما يتولد بأرمينية وما يليها ويستخرج قطعا كبارا إذا حك خرج منه شئ كاللبن وهو بارد في الثانية يابس في الأولى إذا شرب فتت الحصى ونفع قروح المعدة يكتحل به فيمنع النوازل كالماء ويلحم ويذهب السلاق وهو يقطع الطمث ويورث اليرقان ويصلحه العسل وشربته نصف درهم [حجر قبطي] هو الآونة ويعرف بأشنان القصارين لانهم يبيضون به الثياب يتولد بجبال صعيد مصر وأجوده الأخضر الرخو المتفتت السهل الانحلال بارد يابس في الأولى يقطع الدم كيف استعمل ويحلل الأورام طلاء وينفع من الدمعة والجرب والسلاق كحلا وفرزجته تقطع الرطوبات والرائحة الكريهة [حجر اليهود] ويسمى زيتون بني إسرائيل وهو حجر يتكون ببيت المقدس وجبال الشام ويكون أملس مستديرا ومستطيلا وأجوده الزيتوني المشتمل على خطوط متقاطعة وهو حار في الأولى يابس في الثانية إذا حك وشرب بالماء الحار فتت الحصى ومنع تولده ولو في المثانة وإن ذر في الجروح ألحمها ويطلى بالعسل على الصلابات فيحللها وهو يضر الكبد ويصلحه الصمغ وشربته نصف درهم [حجر القمر] يطلق على الحجر الذي يجذب الفضة إلى نفسه لان للمنطرقات أحجارا تجذبها وإنما شاع المغناطيس لكثرته وجهلت تلك لقلتها والمعروف الآن بحجر القمر ظل يسقط على الصخور فيتحجر أغبر فإذا امتلا القمر بيضه شديدا وأكثر ما يكون بجبال المغرب ويسمى بصاق القمر أيضا وأجوده الخفيف الرقيق الشفاف الأبيض وهو بارد في الثانية معتدل أو يابس في الأولى يبرئ من الصرع أكلا وسعوطا عن تجربة وينفع من الوسواس والجنون ويقطع الخفقان والنزيف وإذا علق في خرقة بيضاء أورث الجاه والقبول ومنع الخوف والتوابع وبوادي المغرب تستغنى به عن العود وهو يضر الكلى وتصلحه الكثيرا وشربته إلى قيراط [حجر السلوان] لا فرق بينه وبين البلور إلا أنه يذوب في الماء قد جرب منه النفع من الخفقان وحرارة المعدة ونزف الدم وإذا سقى منه العاشق وهو لا يعلم سلا ومنه نوع يضرب إلى الصفرة قيل إنه سم وشربته إلى قيراط [حجر الكلب] هو الذي إذا طرح للكلب أمسكه بفيه أو عضه وقد تواتر أنه يورث التباغض والفرقة إذا وضع في مكان وأشد ما يكون إذا جعل في الشراب [حجر غاغاطيس] اسم للوادي الذي ظهر منه هذا الحجر وهو وادى جهنم بين فلسطين وطبرية من أرض المقدس ويوجد بالأندلس كذا قالوه وأما نحن فقد جلب إلينا هذا الحجر من جبل يلي آمد من أعمال الفرات وهو أسود إلى الزرقة رزين إذا وضع في النار أوقد كالحطب حتى يبقى من الرطل قدر أوقية أبيض صلب لا تأكله النار وحال الحرق تشم منه رائحة النفط والقار وهو حار يابس في الثانية إذا شرب قطع الحمل والحيض وفتت الحصى واليرقان شربا وحلل الأورام الجلسية طلاء ونفع من اختناق الرحم بخورا وشربا ودخانه يطرد العقارب والحيات وغالب الهوام ويضر الرئة ويصلحه الزعفران وإذا بخرت به الأشجار منع الديدان وشربته إلى نصف درهم [حجر الإسفنج] حجر يوجد داخله قيل يدخل فيه وقت تولده وقيل رطوبات تنعقد فيه وأجوده الصلب الأبيض حار في الأولى يابس في الثانية قد جرب لتفتيت الحصى واليرقان
(١١٨)