والاستنقاع كالمكمل لما تقدم، وكذا يلزم الاعتدال في باقي الحالات النفسية كالفرح فلا يدخله صفراوي اشتد به الفرح أو ارتاض ويدخله دموي لم يفرط فيهما ولا يطيل المكث والبلغمي يطيله وإن أفرط فيهما وبالأولى سوداوي وكذلك يسلك الاعتدال في خلف الأزمنة فيسرع صفراوي جائع صيفا ويبطئ عكسه ويعتدل الآخران فتبين أنه لا في الشتاء أنفع مطلقا ولا في الصيف كذلك بل الصحيح التفصيل من أنه في الشتاء أنفع ذاتا وضرره عرضي من الهواء وهذا يرجح أنه في الصيف ضار بالذات لاتفاق الحرارتين وهذا أيضا على إطلاقه فاسد لامكان الطعن عليه في نفعه العرضي بأن الهواء قد يحلل بإفراط بحره. وحاصل ما أقول إن ماء الحمام في الشتاء دون هوائه لذي المزاج اليابس والصيف بالعكس بشرط أن يفرط تسخين الماء شتاء ويكون إلى البرد أقرب صيفا ويتوسط في البواقي وهذا الكلام على أوساط الفصول فيعطى الأول حكم ما قبله والآخر ما بعده والحمام جامع للطبائع الأربع فيرطب بالأول ويسخن بالثاني ويجفف بالثالث ويركب منه بالكل ما شئت فمن أراد التجفيف أزال الماء وانتفع بالهواء أو الترطيب سخن الأرض ثم رش الماء البارد وقد يحصر الماء ويعدل الهواء بنحو العود لمرطوب والمسك لمبرود والبنفسج لمحرور وليترك فيه أنواع الاستفراغ والاكل والحجامة لغليظ خلط فان فعل هذه ونحوها مجلبة للسقم والهرم ومنه القئ وأكثرها توليدا للبخار والموت فجأة النوم فيه نعم قيل يجوز الدخول للقئ لجائع ولا يطيل المكث وسوغ حلق الشعر فيه بشرط أن لا يصب الماء في الرأس بعده فان ذلك يوهنه والنورة خارج الحمام رديئة وفيه ترخى بل مطلقا فيجب إتباعها بما يشد كالعفص وحك الرجلين من الأمور المهمة خصوصا لأصحاب الصداع والبخار فإذا انتهت حاجته خرج تدريجا بشرط تبريد الأطراف بالماء البارد وقد تدعو الحاجة إلى كثرته على الرأس عند الخروج لمن يعتريه صداع حار وبعض الروم يدهنون الرأس بدهن الآجر أو الزيت المطبوخ في ماء النورة فلا يصبرون بعد ذلك عن صب الماء البارد على الرأس بعدها ويزعمون أن ذلك نافع من النزلات والرمد وقد كثر ذلك في زماننا، وأما الخروج دفعة خصوصا في فصل الشتاء وعاريا فضار جدا يؤدى إلى أمراض رديئة وكذلك التنشف بالمناشف المشهورة فإنه يورث البرص لسدها المسام بوسخها وينبغي بعدها الراحة كالنوم. قال الأستاذ نومة بعد الحمام خير من شربة وليتدثر فإنه نكاية البرد عقبها شديدة وقيل أجوده آخر النهار لمقاربته النوم وترك العوارض النفسية كالغضب والافعال الشاقة والجماع وشرب السكنجبين لمحرور وماء العسل لمبرود وترياق الأربع لذي ريح غليظ وأكل الأنسب من الطعام كمرق الفراريج لسوداوي وحصرمية لدموي ومبزر لبلغمي وقرع لصفراوي.
(تنبيه) اختلفوا في مدة الحمام فقيل كل يوم مرة وقيل كل يومين وقيل ثلاث وقيل أسبوع وقيل كل شهر مرتين والصحيح أنه يتبع الأمزجة فبلغمي غير ضار مطلقا ولسوداوي كل ثلاث ولدموي كل أسبوع ولصفراوي كل شهر مرتان والدخول لمجرد الغسل لا حكم له في ذلك وما سبق من أن الحمام لا يجوز إلا والقمر في أحد البروج المائية يناقض غالب ما ذكر لان القمر لا يدخل البروج المذكورة كل شهر في هذه المقادير والله أعلم [حماض الأرنب] كشوت [حمض] بالعربية كل شجر فيه ملوحة [حماض الأترج] ما في جوفه وكذا الليمون والحماض بمصر الاستيوب [حماحم] الحبق [حمحم] لسان الثور [حمر] بالضم والتشديد وقد تخفف بلغة الحجاز التمر هندي [حمار] بالشام قفر اليهود [حمار قبان] وحمار البيت والهند بإنبات الشيح [حنظل] هو الشرى والصابي وباليونانية دو فوفينا وقد يسمى أغر يسوفس وحبه يسمى الهبيد وهو نبت يمد على الأرض كالبطيخ