تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ١٣٢
والاستنقاع كالمكمل لما تقدم، وكذا يلزم الاعتدال في باقي الحالات النفسية كالفرح فلا يدخله صفراوي اشتد به الفرح أو ارتاض ويدخله دموي لم يفرط فيهما ولا يطيل المكث والبلغمي يطيله وإن أفرط فيهما وبالأولى سوداوي وكذلك يسلك الاعتدال في خلف الأزمنة فيسرع صفراوي جائع صيفا ويبطئ عكسه ويعتدل الآخران فتبين أنه لا في الشتاء أنفع مطلقا ولا في الصيف كذلك بل الصحيح التفصيل من أنه في الشتاء أنفع ذاتا وضرره عرضي من الهواء وهذا يرجح أنه في الصيف ضار بالذات لاتفاق الحرارتين وهذا أيضا على إطلاقه فاسد لامكان الطعن عليه في نفعه العرضي بأن الهواء قد يحلل بإفراط بحره. وحاصل ما أقول إن ماء الحمام في الشتاء دون هوائه لذي المزاج اليابس والصيف بالعكس بشرط أن يفرط تسخين الماء شتاء ويكون إلى البرد أقرب صيفا ويتوسط في البواقي وهذا الكلام على أوساط الفصول فيعطى الأول حكم ما قبله والآخر ما بعده والحمام جامع للطبائع الأربع فيرطب بالأول ويسخن بالثاني ويجفف بالثالث ويركب منه بالكل ما شئت فمن أراد التجفيف أزال الماء وانتفع بالهواء أو الترطيب سخن الأرض ثم رش الماء البارد وقد يحصر الماء ويعدل الهواء بنحو العود لمرطوب والمسك لمبرود والبنفسج لمحرور وليترك فيه أنواع الاستفراغ والاكل والحجامة لغليظ خلط فان فعل هذه ونحوها مجلبة للسقم والهرم ومنه القئ وأكثرها توليدا للبخار والموت فجأة النوم فيه نعم قيل يجوز الدخول للقئ لجائع ولا يطيل المكث وسوغ حلق الشعر فيه بشرط أن لا يصب الماء في الرأس بعده فان ذلك يوهنه والنورة خارج الحمام رديئة وفيه ترخى بل مطلقا فيجب إتباعها بما يشد كالعفص وحك الرجلين من الأمور المهمة خصوصا لأصحاب الصداع والبخار فإذا انتهت حاجته خرج تدريجا بشرط تبريد الأطراف بالماء البارد وقد تدعو الحاجة إلى كثرته على الرأس عند الخروج لمن يعتريه صداع حار وبعض الروم يدهنون الرأس بدهن الآجر أو الزيت المطبوخ في ماء النورة فلا يصبرون بعد ذلك عن صب الماء البارد على الرأس بعدها ويزعمون أن ذلك نافع من النزلات والرمد وقد كثر ذلك في زماننا، وأما الخروج دفعة خصوصا في فصل الشتاء وعاريا فضار جدا يؤدى إلى أمراض رديئة وكذلك التنشف بالمناشف المشهورة فإنه يورث البرص لسدها المسام بوسخها وينبغي بعدها الراحة كالنوم. قال الأستاذ نومة بعد الحمام خير من شربة وليتدثر فإنه نكاية البرد عقبها شديدة وقيل أجوده آخر النهار لمقاربته النوم وترك العوارض النفسية كالغضب والافعال الشاقة والجماع وشرب السكنجبين لمحرور وماء العسل لمبرود وترياق الأربع لذي ريح غليظ وأكل الأنسب من الطعام كمرق الفراريج لسوداوي وحصرمية لدموي ومبزر لبلغمي وقرع لصفراوي.
(تنبيه) اختلفوا في مدة الحمام فقيل كل يوم مرة وقيل كل يومين وقيل ثلاث وقيل أسبوع وقيل كل شهر مرتين والصحيح أنه يتبع الأمزجة فبلغمي غير ضار مطلقا ولسوداوي كل ثلاث ولدموي كل أسبوع ولصفراوي كل شهر مرتان والدخول لمجرد الغسل لا حكم له في ذلك وما سبق من أن الحمام لا يجوز إلا والقمر في أحد البروج المائية يناقض غالب ما ذكر لان القمر لا يدخل البروج المذكورة كل شهر في هذه المقادير والله أعلم [حماض الأرنب] كشوت [حمض] بالعربية كل شجر فيه ملوحة [حماض الأترج] ما في جوفه وكذا الليمون والحماض بمصر الاستيوب [حماحم] الحبق [حمحم] لسان الثور [حمر] بالضم والتشديد وقد تخفف بلغة الحجاز التمر هندي [حمار] بالشام قفر اليهود [حمار قبان] وحمار البيت والهند بإنبات الشيح [حنظل] هو الشرى والصابي وباليونانية دو فوفينا وقد يسمى أغر يسوفس وحبه يسمى الهبيد وهو نبت يمد على الأرض كالبطيخ
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340