حقيقة الأمر يأنسون، في اعتقادهم الممحص هذا، إلى التفسير السليم لنقاط الخلاف بينهم وبين الفرق الأخرى، تفسير يخلوا من التكليف الذي لا يرضى أبدا في مثل هذه المواقف، بل يقفون على أعتاب التفسير الحكيم لهذه النقاط الخلافية دون أن تتلجلج النفوس الحرة في قبوله ودون أن يخالفه القرآن أو الحديث أو مقتضيات العقل المتوازنة فهكذا يجب أن يكون الاعتقاد في المسائل الدينية الأصلية، ولا يتأتى ذلك إلا ببذل الهمم في البحث والتحقيق - كما أسلفنا - والتنائي عن العصبية والجاهلية والتقليد الأعمى.
(١٨)