فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنة ضد حماتها، وأعداء الإنسان أهل بيته (1).
ويرى النقاد أن تعليم المسيحية كما صورها (العهد الجديد) تحارب العمران لأنها تكره المال وتحاربه، وقد جاء في متي ولوقا ومرقص قصة الشاب الذي أراد أن يتعلم من عيسى فقال له عيسى: لا تقتل، لا تسرق، لا تزن، لا تشهد الزور.. فقال الشاب: حفظت هذا كله وعملت به. قال عيسى: بع أملاكك وأعط ثمنها للفقراء وتعال اتبعني. فلم يقبل الشاب. فقال عيسى: يعسر أن يدخل غني ملكوت الله... ولدخول الجمل في ثقب إبرة أيسر من دخول الأغنياء ملكوت الله (2).
ولو ترك الناس أموالهم وأوقفوا استثمارها فماذا تكون النتيجة غير خراب العالم وانتهاء العمران؟
وكما تحارب هذه المسيحية العمران فإنها تحارب الأبدان، وقد جاء في متي قول عيسى: لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر، لا تقدرون أن تخدموا الله والمال، لذلك أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وما تشربون، ولا لأجسامكم بما تلبسون (3).
ويرى النقاد أن تلك المسيحية تحث على الرضا بالظلم والخضوع له، وقد ورد في لوقا قول المسيح: من ضربك على خدك الأيمن فاعرض له الآخر، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك، ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه به (4). وقد جاء في متي عند وصف القبض على المسيح أن أحد أتباع المسيح