وحينما فكرت في تحقيق هذا الكتاب رأيت أن أرجع إلى النسخ الخطية الموجودة منه في دار الكتب المصرية وفي المكتبة التيمورية وفي مكتبة الجامعة الأزهرية وجامعة الدول العربية أما الشريط المحفوظ بمكتبة جامعة الدول العربية تحت رقم 3151 فاتح فلم أطلع عليه لأني أخبرت أنه غير صالح لخلل وقع في أثناء التقاطه وأحياتا يقولون إن آلات القراءة مختلة وهكذا تنفق الأموال الطائلة في إرسال الموظفين إلى الخارج وفي شراء الأشرطة الخام وفى نقل المخطوطات عليها وفى مرتبات الموظفين الذين يعملون بالمكتبة المذكورة ثم تبحث بعد ذلك عن الفوائد العلمية التي تعود على الأفراد أو على المجتمع فلا تجد شيئا لا كثيرا ولا قليلا وأما نسخة دار الكتب فبها نقص وتحريف وتصحيف وقد كتبت سنة 1117 ه والنسخة التيمورية جيدة الخط ذكر في نهايتها أنها حررت في دار السلطنة العلية سنة 1184 ه وفي مكتبة الجامعة الأزهرية نسخة كتبت سنة 1089 ه عن نسخة مخطوطة سنة 598 ه وبها نسختان أخريان لم يعلم تاريخ كتابتهما وقد استعنت ببعض الكتب النافعة فيما كتبته بالهوامش مثل مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري والفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي وتحقيق ما للهند من مقولة للبيروني والكامل للمبرد وغيرها مما يراه القارئ واستفدت كثيرا من طبعة كيورتن كما انتفعت بطبعة الشيخ محمد فتح الله بدران أما تقسيم الكتاب إلى أبواب وفصول ووضع العناوين الكثيرة فهذا ليس من عمل الشهرستاني وإنما هو عمل قمت به تسهيلا للقارئ
(٩)