نبعث رسولا) * وكذلك شكر المنعم واثابه المطيع وعقاب العاصي يجب بالسمع دون العقل ولا يجب على الله تعالى شيء ما بالعقل لا الصلاح ولا الأصلح ولا اللطف وكل ما يقتضيه العقل من جهة الحكمة الموجبة فيقتضي نقيضه من وجه آخر واصل التكليف لم يكن واجبا على الله إذ لم يرجع اليه نفع ولا اندفع به عنه ضر وهو قادر على مجازاة العبيد ثوابا وعقابا وقادر على الافضال عليهم ابتداء تكرما وتفضلا والثواب والنعيم واللطف كله منه فضل والعقاب والعذاب كله عدل * (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) * وانبعاث الرسل من القضايا الجائزة لا الواجبة ولا المستحيلة ولكن بعد الانبعاث تاييدهم بالمعجزات وعصمتهم من الموبقات من جملة الواجبات إذ لابد من طريق للمستمع يسلكه ليعرف به صدق المدعي ولابد من إزاحة العدل فلايقع في التكليف تناقض والمعجزة فعل خارق للعادة مقترن بالتحدي سليم عن المعارضة يتنزل منزلة التصديق بالقول من حيث القرينة وهو منقسم إلى خرق المعتاد والى اثبات غير المعتاد والكرامات للأولياء حق وهي من وجه تصديق للأنبياء وتأكيد للمعجزات والايمان والطاعة بتوفيق الله والكفر والمعصية يخذلانه والتوفيق عنده خلق القدرة على الطاعة والخذلان عنده خلق القدرة على المعصية وعند بعض أصحابه تيسير أسباب الخير هو التوفيق ويضره الخذلان وما ورد به السمع من الاخبار عن الأمور الغائبة مثل القلم واللوح والعرش والكرسي والجنة والنار فيجب اجراؤها على ظاهرها والايمان بها كما جاءت إذ لااستحالة في اثباتها وما ورد من الاخبار عن الأمور المستقبلة في الآخرة مثل سؤال القبر وبثواب والعقاب فيه ومثل الميزان والحساب
(١٠٢)