ومن المعلوم ان الانسان يفرق فرقا ضروريا بين قولنا أوجد وبين قولنا صلى وصام وقعد وقام وكما لا يجوز ان يضاف إلى الباري تعالى جهة ما يضاف إلى العبد فكذلك لا يجوز ان يضاف إلى العبد جهة ما يضاف إلى الباري تعالى فاثبت القاضي تأثيرا للقدرة الحادثة واثرهاهي الحالة الخاصة وهي جهة من جهات الفعل حصلت من تعلق القدرة الحادثة بالفعل وتلك الجهة هي المتعينة لان تكون مقابلة بالثواب والعقاب فان الوجود من حيث هو وجود لا يستحق عليه ثواب وعقاب خصوصا على أصل المعتزلة فان جهة الحسن والقبح هي التي تقابل بالجزاء والحسن والقبح صفتان ذاتيتان وراء الوجود فالموجود من حيث هو موجود ليس بحسن ولا قبيح قال فإذا جاز لكم اثبات صفتين هما حالتان جاز لي اثبات حالة هي متعلق القدرة الحادثة ومن قال هي حالة مجهولة فبينا بقدر الامكان جهتها وعرفناها أيش هي ومثلناها كيف هي ثم ان امام الحرمين ابا المعالي الجويني تخطى عن هذا البيان قليلا قال اما نفى هذه القدرة والاستطاعة فمما يأباه العقل والحس واما اثبات قدرة لا اثر لها بوجه فهو كنفي القدرة أصلا واما اثبات تأثير في حالة لا يفعل فهو كنفي التأثير خصوصا والأحوال على أصلهم لا توصف بالوجود والعدم فلا بد اذن من نسبة فعل العبد إلى قدرته حقيقة لاعلى
(٩٨)