فنحن نعتقد ان ما بين الدفتين كلام الله انزله على لسان جبريل عليه السلام فهو المكتوب في المصاحف وهو المكتوب في اللوح المحفوظ وهو الذي يسمعه المؤمنون في الجنة من الباري تعالى بغير حجاب ولا واسطة وذلك معنى قوله تعالى * (سلام قولا من رب رحيم) * وهو قوله تعالى لموسى عليه السلام * (يا موسى إني أنا الله رب العالمين) * ومناجاته من غير واسطة حتى قال تعالى * (وكلم الله موسى تكليما) * وقال * (إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي) * وروى عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله تعالى كتب التوراة بيده وخلق جنة عدن بيده وخلق ادم بيده وفي التنزيل * (وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء) * قالوا فنحن لا نريد من أنفسنا شيئا ولا نتدارك بعقولنا امرا لم يتعرض له السلف قالوا ما بين الدفتين كلام الله قلنا هو كذلك واستشهدوا عليه بقوله تعالى * (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) * ومن المعلوم انه ما سمع الا هذا الذي نقرؤه وقال تعالى * (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين) * وقال * (في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة) * وقال * (إنا أنزلناه في ليلة القدر) * وقال * (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) * إلى غير ذلك من الآيات ومن المشبهة من مال إلى مذهب الحلولية وقال يجوز ان يظهر الباري تعالى بصورة
(١٠٧)