هذا ونعود إلى كلام صاحب المقالة قال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري إذا كان الخالق على الحقيقة هو الباري تعالى لا يشاركه في الخلق غيره فاخص وصفه تعالى هو القدرة على الاختراع قال وهذا هو تفسير اسمه تعالى الله وقال الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني أخص وصفه هو كون يوجب تمييزه عن الأكوان كلها وقال بعضهم نعلم يقينا ان ما من موجود الا ويتميز عن غيره بأمر ما والا فيقتضي ان تكون الموجودات كلها مشتركة متساوية والباري تعالى موجود فيجب ان يتميز عن سائر الموجودات بأخص وصف الا ان العقل لا ينتهي إلى معرفة ذلك الأخص ولم يرد به سمع فنتوقف ثم هل يجوز ان يدركه العقل ففيه خلاف أيضا وهذا قريب من مذهب ضرار غير ان ضرارا اطلق لفظ الماهية عليه تعالى وهو من حيث العبارة منكر ومن مذهب الأشعري ان كل موجود يصح ان يرى فان المصحح للرؤية انما هو الوجود والباري تعالى موجود فيصح ان يرى وقد ورد السمع بان المؤمنين يرونه في الآخرة قال الله تعالى * (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) * إلى غير ذلك من الآيات والاخبار قال ولا يجوز ان تتعلق به الرؤية على جهة ومكان وصورة ومقابلة واتصال شعاع أو على سبيل انطباع فان كل ذلك مستحيل وله قولان في ماهية الرؤية أحدهما انه علم مخصوص ويعني بالخصوص انه يتعلق بالوجود دون العدم والثاني انه ادراك وراء العلم لا يقتضي تأثيرا في المدرك ولاتاثرا عنه
(١٠٠)