ولا أدري ما هو السر المشترك في قضية الشياطين؟ فأبو بكر قال: إن لي شيطانا يعتريني (1)، وهنا سأل أبو موسى الأشعري شيطانا في بطن امرأة عن عمر.
وأبو بكر والأشعري صديقان حميمان لعمر.
عملية الحط من منزلة النبي (صلى الله عليه وآله) والصحابة والإسلام بذكر أحاديث على لسان هؤلاء الصحابة ضد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) المتبوع والصحابة التابعين تحتاج إلى ملاحظة فنية لإدراك ذلك الخبث الأموي اليهودي.
وقد أراد الأمويون الكفار واليهود والمنافقون بيان كذب النبي (صلى الله عليه وآله) (والعياذ بالله من ذلك) ونفاق الصحابة.
وهذه المسألة إن تحققت فهي تبين للناس صحة مطالب أبي سفيان وأعوانه في تصوير نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) ملكا ليس إلا، فقد قال أبو سفيان للعباس قبل فتح مكة:
لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما (2).
وقد كرر الأمويون هذه المقولة، إذ قال أبو سفيان أمام قبر حمزة، بعد بيعة عثمان بالخلافة: إن الملك الذي قاتلتمونا عليه أصبح في أيدينا. وقال في مجلس عثمان: " اللهم اجعل الأمر أمر الجاهلية، والملك ملك غاصبية، واجعل أوتاد الأرض لبني أمية " (3).
وكرر يزيد بن معاوية تلك المقولة أمام رأس الحسين الشهيد (عليه السلام) في دمشق قائلا:
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل (4)