" المصحف! لقد حفظ ما فيه فما أفاد من حفظه شيئا وكثير من الشباب يحفظونه فلا يحفل بهم أحد، ولا ينتخبون خلفاء يوم المولد النبوي ولكن الألفية... وما أدراك ما الألفية؟
وحسبك أن سيدنا لا يحفظ منها حرفا وحسبك أن العريف لا يحسن أن يقرأ الأبيات الأولى منها ".
والألفية شعر، وليس في المصحف شعر.
الحق إنه ابتهج بهذا البيت:
قال محمد هو بن مالك * أحمد ربي الله خير مالك إبتهاجا لم يشعر بشئ مثله أمام أي سورة من القرآن.
انتهى كلام طه حسين في كتابه " الأيام " في ص 72.
وكلامه هذا يدل على خبئ..
ودار بيني وبين " الأستاذ مرتضى " نقاش حول هذه الكلمات.. فقال:
كلامه هذا يدل على عدم إيمانه بالقرآن.. وعقبت على قوله مستدركا:
وذلك برغم ادعائه الدفاع عن الإسلام.
لقد غلف الدكتور كلماته هذه بطريقة غاية في الدهاء والذكاء، وليس الدهاء عن شخصيته غريبا، بل إن الدهاء بالفعل عنصر في تكوينه...
وإذا كان طه حسين قد صاغ عباراته هذه على أنها مشاعر الصبا إلا أنه عبر عن رأيه هذا وهو في كامل وعيه وبعد أن صار كاتبا شهيرا، وحسبنا أنه اختزن مفصل تلك الوقائع في عقله منذ صباه الباكر حتى شرع في تحرير كتابه فدونها على هذا الوجه في هذا الكتيب الذي يعتبره مؤلفه كما يعتبره النقاد نوعا من الترجمة