ولهؤلاء أقول:
إن كتاب " الشيعة وفنون الإسلام " جهد مشكور قام به صاحبه (رضي الله عنه) مساهمة منه في المهمة المنوطة بأعناق علماء الإسلام تلكم هي التاريخ لعلوم الإسلام، وما تستتبعه من علوم أخرى، فلا ينبغي أن يقابل هذا الجهد الجبار بنظرة سطحية تعتمد على عدم المبالاة وعدم الاكتراث. لا ينبغي أن يقال مثلا: " هذه عصبية " أو " هذا تحد " أو نحو ذلك من أساليب القول التي يحتمي بها من لا يريد أن يجشم نفسه مشقة البحث والنظر.
نعم لا ينبغي أن يقال هذا ولا شئ منه، لأنه لا داعي للعصبية، ولا داعي للتحدث لأن الشيعة كأهل السنة مسلمون.
واختلافهم مع أهل السنة إنما هو في مسائل لا ترتقي إلى مستوى الأصول.
وإذن فهم أخوة مسلمون، وسبقهم في بعض العلوم إنما هو كسبق الأخ لأخيه، إن أثار تنافسا وحماسا، فإنه لا يثير خصومة، ولا عداء.
وإذن فلا مناص من إحدى اثنين:
أما أن نطأطئ الرأس إجلالا واحتراما، لما بذل المؤلف من جهد، ولما انتهى إليه من نتائج وإما أن نقابل الجهد بجهد مثله. ونتقدم بما نظفر به من نتائج مؤيدة بأدلة سليمة مقبولة.
وأني أتوجه إلى الله جلت قدرته راجيا أن يطهر النفوس مما علق بها من شوائب، وأن يملأها بمعاني الحقب، والتعاطف، والتآخي، وأن يعيد للمسلمين وحدتهم، وأن يفقههم في دينهم، ويبصرهم بعاقبة أمرهم، ويوفقهم للاهتداء بهدى الإسلام في سلوكهم ومعاملاتهم، ولتبليغ دعوة دينهم إلى خلق الله كافة مبرهنين