والرواية عن أم سلمة كانت وعائشة معا، وقد سمعوا الحديث وقد قال لهما رسول الله: أما إني فأرى مكانه ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران، فسكتا وخرجا، وقد سألت أم سلمة رسول الله عن خاصف النعل وعائشة تسمع وفي مشهدها فأشار إلى علي.
وإذ علمت عائشة، يا ترى ألم تخبر الحقيقة لأبيها؟ وهذه إحدى المواقف المثبتة التي ختمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغدير خم.
وهذا الحاكم ينقل في مستدركه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: " ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب، فإنه أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمة، فيفرق بين الحق والباطل، ويعسوب المؤمنين " (1).
وروى أحمد في مسنده والخوارزمي، أبو المؤيد موفق بن أحمد في مناقبه، والهمداني الشافعي في مودة القربى، والحافظ البيهقي في سننه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " علي أعلمكم وأفضلكم وأقضاكم، والراد عليه كالراد علي، والراد علي كالراد على الله، وهو على حد الشرك بالله ".
وذلك أقل ما يمكن أن يقال في علي، فمن أين جاء المنافق الكافر الكاذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: إن أبا بكر خليفتي؟ ولو كان قالها لما سكت أبو بكر وعمر، والاحتجاجات تقوم عليهم بعد السقيفة حجة ومسندا بالغصب، ولم نجد عندهم في ذلك ولا كناية، بل العكس كل الأدلة مجمعة حتى من أحاديثهم على خلافة علي (عليه السلام) نصا من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، وكلما احتجوا به أنهم من المهاجرين وأن