محاكمات الخلفاء وأتباعهم - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٥٧
المتنكرين للإسلام، أمثال بني أمية وبني العاص والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص.
وقد علموا أن من بغض عليا فهو منافق (1)، ومن سبه سب رسول الله وسب الله فهو كافر (2)، وأنه فاروق الأمة، بين الحق والباطل، ويعسوب المؤمنين (3).
وأراد الأمويون البكريون اختلاق أحاديث مشابهة لأبي بكر وعمر فأخرج لهم عبد الرحمن بن مالك المغولي حديثا أسنده لجابر عن رسول الله قائلا:
" لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق ".
وأورد آخر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أبا بكر خليفتي، والراوي الأول مطعون فيه بشدة، من علماء السنة، مثل الذهبي في ميزان الاعتدال ج 10 ص 236، والخطيب البغدادي، فقالوا إنه وضاع أفاك وكذاب.
ونقل ابن أبي الحديد في تاريخ أبي مخنف لوط بن يحيى أن أبا بكر وعمر جاءا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسألاه: من يخلف بعده، فقال: خاصف النعل. وكان علي (عليه السلام)

(١) عن عمر أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه ٧: ٤٥٣ (حكم عمر بنفاق رجل رآه يسب عليا) وقد نسي يوم حرق باب داره وأخذه قهرا ليبايع أبي بكر وأقسم بقتله إن لم يبايع.
أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في المناقب ومحب الدين في الرياض النضرة، وابن كثير في تاريخه ٧: ٣٥٤، قوله (ص): لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق. وابن عدي في كامله عن البغوي، عن أم سلمة والهيثمي في مجمع الزوائد ٩: ١٣٣ عن ابن عباس وبه احتج علي يوم الشورى. ومناقب ابن المغازلي والكنز: 402.
(2) في شرح النهج 2: 78، وجاء في مودة القربى عن عائشة عن رسول الله (ص) قال: إن الله قد عهد إلي من خرج على علي فهو كافر في النار، وهذه شهادة أم المؤمنين على نفسها، ولهذا طلبت عدم دفنها إلى جوار رسول الله معلنة أنها أحدثت بعده كثيرا ما لا يرضاه.
(3) رواه أبو نعيم والمحاملي والحاكم والحموي والمتقي الهندي والطبراني والبيهقي وابن عساكر وابن أبي الحديد والكنجي والهيثمي والبزاز ومحب الدين والسيوطي في كتبهم وكثير غيرهم.
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست