محاكمات الخلفاء وأتباعهم - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٩٠
عما تركه طلحة من النقود من الذهب والفضة ما يفوق الملايين (1).
فمن أين جاء طلحة بهذه الأموال؟ وما هو إلا صحابي كبقية الصحابة، واعتراف عثمان في أمره في مرة واحدة يظهر لك تحقيق الآية (67) من سورة الزخرف: * (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) *.
وإذا ما راجعت الجزء الأول والثاني من موسوعتنا لوجدت كيف أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) بمقاتلة الناكثين والقاسطين والمارقين، وتوصيته صحابته والمسلمين على مقاتلتهم باعتبارهم الفئة الضالة، وفيهم طلحة والزبير وآل أمية وعائشة أم المؤمنين، ومن تابعهم.
وترى عثمان كيف أعان الظالمين بإسرافه ليعرض مال المسلمين عليهم، فانقلبوا عليه وكان خسرانا له في الدنيا والآخرة.
ومن قبل وجدنا عثمان وبذخه على آل أمية وآل بني معيط وعلى نفسه ومن سايره، مثل زيد بن ثابت خازن بيت المال في المدينة بعد ابن أرقم الذي لم يتابع عثمان وألقى بمفاتيح بيت المال إليه وامتنع أن يكون خازنا لها.
زيد بن ثابت:
هو خازن بيت مال المدينة ساير عثمان في حياته وأثرى على حسابه واغتصاب أموال المسلمين، وقد جمع من أموال السحت ما لا يقل عمن ذكرناهم (2).

(1) الرياض النضرة 2: 258، ودور الإسلام للذهبي 1: 18، وطبقات ابن سعد 3: 158 طبعة ليدن، وأنساب البلاذري 5: 7، ومروج الذهب للمسعودي 1: 434، والعقد الفريد 2: 279، وخلاصة الخزرجي: 152، وعن البلاذري: إن عثمان أوصل طلحة مئتي ألف دينار.
(2) راجع مروج الذهب للمسعودي.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست