مثل سعد بن أبي وقاص هو الثاني الذي أيد عثمان في خلافته وكلاهما ينتسبان لبني أمية من جهة الأم وقد ندما حينما وجدا عثمان رغم ما أغدق عليهما من المال قد خيب آمالهما بالولاية والخلافة، حيث مال إلى ذويه من آل أمية، وأخذ يقلل من صلتهم، حتى اشتد الخلاف بينهم، واتهم عبد الرحمن بالنفاق وعزل سعدا من ولاية الكوفة.
وكذلك نرى عثمان ملأ جيوب طلحة والزبير بالذهب والفضة بأضعاف ما مدهم به عمر، بيد أنهما كانا يأملان منه الولاية فخابا وحابا بنو عمومته عليهم فانقلبوا عليه.
هبات عثمان لعبد الرحمن:
عبد الرحمن بن عوف أحد أعضاء الشورى وأحد الثلاثة الذين قال عمر: إذا كان معهم فالخلافة له وحكم على الباقين الثلاثة بالموت إن خالفوا.
وهو الذي نص على عثمان وأثرى على حسابه بيد أنه وقع خلاف بينهما فيما بعد لإبعاده وميوله لبني أمية حتى قال فيه عثمان: إن عبد الرحمن بن عوف منافق (من أعان ظالما سلطه الله عليه) (1).
وعبد الرحمن طلب من علي أن يرفع سيفه لمحاربة عثمان لأنه خرج على عهده، وهو بالوقت صهر عثمان وأمه أموية. ولقد أمده عثمان جزاء له بالذهب والفضة والخيل والأغنام والأراضي مما يضيق على الحاسب عدها.
وإذا راجعت التواريخ كاليعقوبي تجد أن عبد الرحمن طلق إحدى نسائه الأربع، وبعد موته ادعته بالإرث فورثها عثمان فلحقها من ربع الثمن يعني 132 من النقود ما يساوي مئة ألف دينار.