جمعه عنده.
وهو يقول أيضا: " إني أقول برأيي إن يك صوابا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان ".
انظر إلى هذه العبارة، والكلام صفة المتكلم.
وعد إلى عمر في عهد خلافته، وقد مر ذكر الكثير من اعترافاته بالجهل حتى قال: حتى النساء أفقه منك يا عمر.
وكل ذلك مر بأسانيده، ولا ننسى أن الذي عمل بالكتاب والسنة هو علي (عليه السلام)، وأن عليا وحده الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا مدينة العلم وعلي بابها ".
وهو وبنيه الطاهرين من الرجس وأولو الأمر، وأهل الذكر الذين قال فيهم القرآن في سورة النحل، الآية (43): * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) *.
وهو الذي قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قاتلت على التنزيل، وسوف تقاتل على التأويل ".
وعلي (عليه السلام) الذي خطب وقال: " هذ سفط العلم، هذا لعاب رسول الله (إذ كان يزقه العلم زقا) ".
وقال (عليه السلام): " سلوني قبل أن تفقدوني ".
وهو الذي لم يخطأ في أحكامه وقضائه، لا في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا بعده، ورغم ذلك، ورغم أنه كان باذلا نفسه للأفراد والجماعات ولم يذكر له ولا مرة أنه رد سائلا، رغم كل ذلك كانوا يأبون استشارته إلا إذا أحبط بهم، ولطالما ارتأوا واجتهدوا في مورد النص وظهر خطأهم، وما أتفه عندهم الكبيرة على الفرد وعلى الجماعة.
وفي اليوم والسنين وهي تستمر، بل القرون والأحقاب ظلت بدعهم وزلاتهم وبالا على المسلمين باتباعهم إياهم دون أن يعون.