وقال (صلى الله عليه وآله) (1): من قاتل تحت راية عمية، يغضب للعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتله جاهلية.
وبعد هذا فاسمع ما رواه مالك إمام المالكية (2)، عمن وثقه أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: أبى عمر بن الخطاب أن يورث أحدا من الأعاجم إلا أحدا ولد في العرب، قال مالك: وإن جاءت امرأة حامل من أرض العدو فوضعته في أرض العرب فهو ولدها يرثها إن ماتت، وترثه إن مات ميراثها في كتاب الله!
وقد خالف بذلك النصوص القرآنية والسنة النبوية المارة.
وجاء عنه (صلى الله عليه وآله) عن الإمام أحمد قوله: " إلا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أسود على أحمر، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى " (3).
وعن الطبراني: " يا أيها الناس! إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، فليس لعربي على عجمي فضل، ولا لعجمي على عربي فضل، ولا لأسود على أحمر فضل، ولا لأحمر على أسود فضل إلا بالتقوى ".
ونرى عمر يبيع أسارى العجم، وقد أسلموا، ومنهم أبو لؤلؤة الذي أصبح غلاما للمغيرة. وهذا الفاجر المغيرة بن شعبة يجور عليه ويكلفه على شغل فوق طاقته حتى يضطر أن يشكوه إلى الخليفة وهو يجهل أن الخليفة العادل سوف يرد شكايته لما يكنه من الولاء إلى المغيرة وبكل صراحة يرد سؤاله.
ولا يجد بعدها أبو لؤلؤة سوى الانتقام من الخليفة الذي سبب أسره وبيعه كعبد