أن يفكر، ويؤثر حينما يتكلم. ولم أجد سببا لهذا التكامل إلا أن الاكثار من الصلاة أعطاه لفحا باطنيا انعكس على قسماته وحياته.
والمؤمنون الواعون في التاريخ وفي عصرنا، الذين تتميز قلوبهم ونتاجهم بالنبوغ، الذين توحي إليك قسماتهم وحديثهم بالاطمئنان.. تفحص عن عوامل تكوين شخصياتهم لتجد أن من أهمها كثرة الصلاة.
والمتانة والحيوية والحرارة الطمأنينة والحنان الغامر. هذا التميز الذي نراه في سلوك الأنبياء والأئمة عليهم السلام إنما جاء في عقيدتي من لفح الباطن من جذوة النور التي يؤججونها في أنفسهم الشريفة على عين الله.
وهذه الجذوة المتقدة مدانة فيما هي مدانة للإكثار من الصلاة.
صحيح أنهم عليهم السلام يأخذون من يومهم ساعات يمضونها في الصلاة، ولكنهم يأخذون من الصلاة لساعات عملهم طاقة تجعلها أضعافا مضاعفة، فهم بالإكثار من الصلاة يضيفون إلى يومهم أياما وإلى عمرهم أعمارا، ويطبعون نتاجهم بالنور والبركة والخلود.
عن الإمام الصادق (ع) قال في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله.
" كان صلى الله عليه وآله يؤتي بطهور فيخمر عند رأسه (أي يغطي الإناء بخمرة قطعة قماش أو خوص) ويوضع سواكه تحت فراشه ثم ينام ما شاء الله، فإذا استيقظ جلس ثم قلب بصره في السماء ثم تلا الآيات من آل عمران (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك، فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار. ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد) ثم يستن (أي يغسل ويتطهر، ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات، ركوعه على قدر قراءته وسجوده على قدر ركوعه، يركع حتى يقال متى يرفع رأسه، ويسجد حتى يقال متى يرفع رأسه، ثم يعود إلى فراشه، ثم