حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٨٥
مستقلا بتلك الأفعال، مع أنها كانت من أفعالي، بل بإرادة الله تعالى القيوم المطلق.
فتلك الأفعال منسوبة إلي لا بالاستقلال، ومنسوبة إليه تعالى بالاستقلال.
ومنها: الآيات الناسبة التوفي تارة إليه تعالى، وأخرى إلى ملك الموت، وثالثة إلى الملائكة، تعليما بأن المتوفى بأيدي ملك الموت والملائكة في عين كونه فعلهم هو فعل الله تبارك وتعالى.
ومنها: الآيات الناسبة الإضلال إلى الله تارة، وإلى إبليس أخرى، وإلى فرعون وسامري ثالثة، وإلى الأصنام رابعة، في قوله: * (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام * رب إنهن أضللن...) *.
ومن الآيات قوله تعالى: * (الحمد لله رب العالمين) *، ف‍ " ال " - سواء كان للجنس أو الاستغراق - يدل على حصر جنس " الحمد " وجميع المحامد على الله - عز وجل - وذلك مما يحققه البرهان، لأن الحمد والمدح والشكر معناها الثناء، إلا أن المدح هو الثناء على الجميل والحمد هو الثناء على الجميل الاختياري، والشكر لا يقال إلا في قبال النعمة. فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا.
فالثناء من أي حامد صدر وعلى أي محمود وقع فإنما هو على الجميل، لا على ما اكتنف به من الحدود والقيود، فبالحقيقة المحمود هو الجميل المطلق المنزه عن كل حد وتعين، فإن الحمد الملازم له لا يزيده إلا التنقيص والضيق، فلا يكون مرميا للحمد والثناء، وإنما الثناء يستهدف الجمال المطلق والكمال التام.
فكل جميل محفوف بالحد والنقص بما هو شعاع والتماع للجمال المطلق فالحمد له حمد للجمال المطلق والحدود والقيود الحافة به غير منظور إليها، فإن
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162