حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٨٤
حين موتها) * (1)، وأخرى إلى ملك الموت كقوله: * (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) * (2)، وثالثة إلى الملائكة كقوله: * (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة) * (3).
والآيات الناسبة الإضلال تارة إلى الله تعالى (4)، وأخرى إلى إبليس (5)، وثالثة إلى العباد كفرعون (6) والسامري (7).
وأنت إذا كنت ذا قلب متنور بنور فهم القرآن بعد تطهيره من أرجاس التعلق إلى الطبيعة ف‍ * (إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون) * (8)، لوجدت هذه اللطيفة في آيات لا يمسها العامة فهذا قوله:
* (الحمد لله رب العالمين) * (9) قصر جميع المحامد عليه تعالى وأرجع كل محمدة إليه، فلولا أن كل كمال وجمال كماله وجماله بالذات وبحسب الحقيقة لم يكن وجه صحيح لهذا القصر. ولو أضفت إلى ذلك ما عند أهل المعرفة من قوله: * (بسم الله الرحمن الرحيم) * متعلق بقوله: * (الحمد لله) * (10) ترى أن المحامد من كل حامد إنما يقع باسم الله، فباسمه يكون كل حمد لله تعالى، فهو الحامد والمحمود.
هذه شمة من الآيات ذكرناها أنموذجة لغير ما ذكر. والآيات الست المذكورة أنموذجة لغيرها من الآيات [27].
[27] يريد الأستاذ الإمام (قدس سره) تنوير الطريق الدقيق والنظر التوحيدي الخاص في بيان المذهب الحق بالتأييدات النقلية - مضافا إلى ما مر - فذكر طوائف من الآيات:
منها: الآيات الحاكية لقضية خضر وموسى (عليهما السلام)، ويكفي في ذلك قوله: * (وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) *، يعني أن ما اعترضت عليه - من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار - كل هذه لم يكن بأمري وإرادتي وما كنت

١ - الزمر (٣٩): ٤٢.
٢ - السجدة (٣٢): ١١.
٣ - الأنفال (٨): ٥٠.
٤ - إبراهيم (١٤): ٢٧.
٥ - القصص (٢٨): ١٥.
٦ - طه (٢٠): ٧٩.
٧ - طه (٢٠): ٨٥.
٨ - الواقعة (٥٦): ٧٧ - ٧٩.
٩ - الفاتحة (١): ٢.
١٠ - أنظر الفتوحات المكية ١: ٤٢٢.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162