وكأن الشيخ أبا الحسن الأشعري لم يكن متثبتا على القول بالجبر حيث اخترع مسلكا سماه " الكسب "، فإنه ذهب إلى أنه ليس لقدرة العباد تأثير في أفعالهم الاختيارية، بل الله سبحانه أجرى عادته بأن يوجد في العبد قدرة واختيارا، فإذا لم يكن هناك مانع أوجد فيه فعله المقدور مقارنا لهما، فيكون فعل العبد مخلوقا لله إبداعا وإحداثا، ومكسوبا للعبد.
والمراد بكسبه إياه مقارنته لقدرته وإرادته، من غير أن يكون هناك منه تأثير أو مدخل في وجوده، سوى كونه محلا له. كذا في الشرح المذكور (ص 515).