وإقرارها وإمرارها كما هي، أو كما جاءت، أو كما وردت، قصدوا به تفسيرها بظاهر اللغة الحسي الذي هو التجسيم بعينه.
ويظهر من آخر نص الذهبي التالي، أن الغزالي قاد موجة ضد التجسيم والمجسمين، قال في سيره: 17 / 558: (قلت: فهذا المنهج هو طريقة السلف، وهو الذي أوضحه أبو الحسن وأصحابه، وهو التسليم لنصوص الكتاب والسنة، وبه قال ابن الباقلاني، وابن فورك، والكبار إلى زمن أبي المعالي، ثم زمن الشيخ أبي حامد، فوقع اختلاف وألوان، نسأل الله العفو). انتهى.
وهو يدل على أن اتجاه التجسيم إنما قوي في عصر السلاجقة على يد أبي المعالي الجويني النيشابوري المعروف بإمام الحرمين المتوفى سنة 478 ه الذي طرده أهل نيشابور منها، ثم تبناه السلاجقة وعينوه شيخا في المدرسة النظامية ببغداد، فتبنى في آخر عمره هذا المذهب بعد أن كان متأولا.
ثم جاء الغزالي بعده فخالفه وأحدث موجة لمصلحة المتأولين، وإن كان الملاحظ أن الغزالي حاول إرضاء المجسمة في عدد من تفسيراته.
ويحسن مراجعة كتاب (العقائد الإسلامية) المجلد الثاني فقد عقدنا فيه فصلا عن مكانة المشبهين والمجسمين في مصادر السنيين.
* *