الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات فقال: أمرها كما جاءت بلا تفسير، فيكون للإمام في ذلك قولان إن صحت رواية حبيب.
6 - قال القاضي عياض: قال أبو طالب المكي: كان مالك رضي الله عنه أبعد الناس من مذاهب المتكلمين وأشد نقضا للعراقيين. ثم قال القاضي عياض: قال سفيان بن عيينة: سأل رجل مالكا فقال: الرحمن على العرش استوى كيف استوى، فسكت مالك حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء منه معلوم والكيف منه غير معقول والسؤال عن هذا بدعة والإيمان به واجب، وإني لأظنك ضالا أخرجوه). انتهى.
وأنت ترى أنه لا يوجد في آراء الإمام مالك هذه نص واحد بالحمل على الظاهر كما زعم الوهابيون، بل فيها ما هو صريح بضد ما نسبوه إليه!
فالرواية الأولى نفى فيها مالك الكيف عن الله تعالى ومنه كيف الاستواء لا أنه نفى كيفية الاستواء، قال (الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول) وهذه العبارة تعني أن الاستواء عنده بلا كيف أصلا، فهو ليس استواء حسيا كيفيته مجهولة كما يقول الوهابيون! ومعنى أنه غير مجهول أنه قطعي الثبوت لله تعالى لأنه بنص القرآن، فأين دلالته على ما يدعونه من الاستواء الحسي؟!
والرواية الثانية والثالثة، تؤكدان ما ذكرناه عن الأولى قال (الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع) بل إن عبارة لا يقال له كيف هي المستعملة في أحاديث أهل البيت عليهم السلام وفي كلمات المنزهين لنفي المادية عن الله تعالى.