وأما طلبتهم وأكثر خريجيهم فيتصورون أن حمل آيات الصفات على الظاهر الحسي هو مذهب جمهور الأمة وسلفها الصالح، لكثرة ما لقنوهم ذلك في كتبهم الدراسية ووسائل إعلامهم، ولا يكاد أحدهم يعرف معنى الحمل على الظاهر ولا لوازمه!
تقول لأحدهم: إن قول علمائك بأن الله تعالى جالس على عرشه، وإنه ينزل إلى الأرض كما نزل ابن تيمية عن درج المنبر في الشام، يلزم منه تحديد الله تعالى بالمكان والزمان وصفات المكين والزمين!
فيجيبك: كلا، لا يلزم من ذلك التشبيه والتجسيم! لأنه يجلس كما يليق بجلاله، وينزل كما يليق بجلاله..!
ويتصور هذا الطالب المسكين أنه إذا لقلق لسانه بقوله (كما يليق بجلاله) فقد حل المشكلة العلمية، أو دحا باب خيبر! فمثله كمثل الذي يأكل ويشرب في وضح النهار، ثم يصر على أنه صائم لم يذق شيئا! لأنه صام كما يليق بصيامه، وأكل كما يليق بجنابه! مع أنه لم يبق شيئا حسنا يليق بجنابه!
ومثله كمثل الذي قالوا له عن أستاذه وإمامه: رأيناه يشرب الخمر، فقال: لا، إنه بمجرد أن يلمس كأسها تصير شرابا طهورا من الجنة. فقالوا له: رأيناه دخل إلى بيت زانية! فقال: لا، إنه بمجرد أن يلمسها تتحول إلى حوراء عيناء من الجنة!
ولكن الحقيقة لا تتغير بلمسة ذلك الشخص، ولا بقول هؤلاء، ولا بقول الطلمنكي!
ويدل النص التالي للسبكي أن التقية كانت معروفة عن أسلاف الوهابيين، وأن بعض علماء السنة المنزهين قد بين سببها!