على كل حروف الأبجدية. (7).
وقد جاءت السين مرة في: سلام، وهو من أسماء الذات المقدسة سبحانه وتعالى، ومرة في اسم الفعل ياسين في قوله تعالى: (يس. والقرآن الحكيم) وسينها مأخوذة من سين: سلام.
وهنا سين أخرى مضمرة بالإضافة إلى السينين الظاهرتين، وهي سين القلب السليم في قوله تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم. (سورة الشعراء: 88 - 89)، فعندما يقول القلب السليم: سلام على آل ياسين، فقد تم الأمر! وكما لا يتيسر الوصول إلى الله تعالى إلا بقلب سليم، وإلا بواسطة: لأمره تعقلون، ومن أوليائه تقبلون، فكذلك لا يتيسر الوصول إلى سبيل الله عليهم السلام إلا بقلب سليم، فهم عليهم السلام وجه الله الفاني فيه.
وهنا نفهم لماذا قال عليه السلام: فقولوا كما قال الله تعالى: سلام على آل يس.
أختم الحديث بقصة ذات دلالة، أنقلها عن صاحبها بواسطة واحدة، فقد كان لنا أستاذ في مشهد قبل سفري إلى النجف، له درس خصوصي لعدد من الطلبة، وكنت يومها كما أنا اليوم في عداد صغار الطلبة، وكان الدكتور صاحب القصة يحضر ذلك الدرس، ولم أسمعها منه بل سمعتها من المرحوم الشيخ علي أكبر النهاوندي، وكذا من المرحوم الشيخ علي أكبر نوغاني، وقد سمعاها من صاحبها، وأذكر لكم هنا خلاصتها، قال ذلك الدكتور:
كنت في غزو روسيا لإيران، أثناء الحرب العالمية الثانية، أعمل قريبا من الجبهة طبيبا جراحا، وذات يوم جاءني شخص وقال لي: أصابتني رصاصة فأجر لي عملية الآن، واستخرجها. قلت له: العملية ليس شيئا بسيطا، لابد أن يحضر طبيب التخدير ويعطيك المخدر. قال: لا تنتظر المخدر، جئ بوسائلك وأجر لي عملية الآن.