على أي حال يقول عليه السلام طبق ما نقله المجلسي رحمه الله في المزار: إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا، فقولوا كما قال الله تعالى: سلام على آل يس.. الخ.).
فما معنى العبارة الأولى: سلام على آل يس؟
للقرآن قلب، ولقلبه قلب هو سورة ياسين، وقلب سورة ياسين، أي قلب قلب القرآن كلمتان هما قوله تعالى: سلام قولا من رب رحيم. (سورة يس: 58) و: سلام على إل ياسين. (سورة الصافات: 130)، كلمتان: سلام في الأول، وياسين في الآخر.
يا حسرة على هذه الأمة حيث لم تمكن أهل بيت نبيها صلى الله عليه وآله أن يفسروا لها كتاب الله تعالى! يا حسرة على بيت الوحي والعلم النبوي، هاجموه وسدوا بابه، ومنعوا فم الإمامة أن ينطق!
تذكرت قول الإمام الرضا عليه السلام عن افتتاح الأذان بكلمة (الله أكبر) وختامه بكلمة (لا إله إلا الله) ليكون اسم الله تعالى في الإفتتاح والختام! (6) وهو يتصل بموضوعنا: سلام على آل يس، وفي هذه العبارة إعجاز لا يدركه إلا أهله، عندما تجمع سين سلام مع سين ياسين، من الأول إلى الآخر. ذلك أن لحرف السين من بين الحروف الأبجدية خصوصية في حساب الجمل، هي تعادل الزبر فيه مع البينات، والزبر هي الحروف، والبينات هي الحروف الناتجة من تلفظ الحروف.
مثلا حرف الشين زبره (ش) وبيناته أي حروفه التي تظهر في لفظه ولا تظهر في كتابته (ي، ن) ولا تعادل في حساب الجمل بينها، لأن الشين (300) والياء (10) والنون (50) والمجموع (60) فلا تعادل بينها.
أما السين فزبره (س) وهي بحساب الجمل (60) وبيناتها ياء ونون، وجمعهما (60) أيضا، فقد تعادلت زبر هذا الحرف مع بيناته، وبذلك تميز