كم قرأنا هذه العبارة في دعاء الندبة: بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامى، لكن مهما فكرنا فيها لوعي معناها لكان قليلا! فما معنى (عقيد العز) ومن أي دوحة تفرع، والى أين بلغت رفعة هذا الفرع بحيث (لا يسامى)، هكذا بصيغة المطلق المبني للمجهول! فلا يمكن لفضل ولا شرف ولا منقبة، أن تسامي مقامه الشريف عليه السلام!
إن للإمام المهدي صلوات الله عليه صفات مشتركة مع بقية المعصومين عليهم السلام وصفات خاصة به، ويكفي أن نقرأ قوله تعالى: وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون (سورة الزمر: 69).
فظاهر الآية عن مشهد من يوم القيامة، لكن هل تشرق الأرض قبل ذلك بهذا النور الرباني، وهل للآية معنى آخر؟ بلى، فقد ذكر المفيد في الإرشاد، والشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، وعظيم الطائفة الفضل بن شاذان النيشابوري، وعلي بن إبراهيم القمي أعلى الله مقامهم، روايات في تفسيرها. قال القمي رحمه الله: 2 / 253 (حدثنا محمد بن أبي عبد الله عليه السلام قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني القاسم بن الربيع قال: حدثني صباح المدائني قال: حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: وأشرقت الأرض بنور ربها: رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام)!! (2) الآن تشرق الأرض بنور الشمس، لكن سيأتي يوم قبل يوم القيامة تشرق بنور الله عز وجل من نور وليه وحجته عليه السلام!
وقوله عليه السلام: إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام، سواء تعبيرا حقيقيا أو رمزيا، فهو يكشف عن حقيقة عظيمة هي أن الإمام