رحمه الله وله مسائل أرسلها إلى الحجة صلوات الله عليه بواسطة السفراء، وأجابه عليها، وقد رواها النجاشي والطوسي رحمهما الله. (فهرس النجاشي ص 354).
قال الحميري رحمه الله: (خرج التوقيع من الناحية المقدسة حرسها الله بعد المسائل:
بسم الله الرحمن الرحيم. لا لأمره تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون.
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا، فقولوا كما قال الله تعالى: سلام على آل يس. السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته.. الخ.). (3) والمهم هنا فهم الحديث وتذوقه، وإدراك لطائفه، وملامسة رقائقه.
لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون.. عبارة غنية، مليئة بالمعاني، لأن خلاصة مشكلة البشر أنهم لا يتعقلون أمر الله تعالى، ولا يقبلون من أوليائه!
ومجئ هذه العبارة في أول كلامه عليه السلام له دلالات، فهي مفتاح الباب! وهي تشير إلى قوله تعالى: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. (سورة ق: 37) وموضوعهما واحد، وهو أن البشر لكي يصلوا إلى وعي الحقائق وبلوغ المقامات العالية، أمامهم طريقان لا ثالث لهما: فإما أن يدركوا بعقولهم أمر الله تعالى وأهدافه وأسراره في خلقه، وهيهات هيهات أن تدرك عقول البشر ما هو فوق طاقتها وأعلى من مستواها؟! جل جناب الحق أن يكون شرعة لكل وارد، وجلت أسراره أن يبلغها عامة الناس!
فلم يبق إلا أن يقبلوا من أوليائه الذين وصلوا بلطفه إلى تعقل أمره، وصاروا معدن علمه، ومخزن أسراره.
لقد انفتح الباب إذن لمن أراد الطريق! فما دمنا لا نستطيع نفهم أسرار الكون والحياة والآخرة، فما علينا إلا أن نقبل من أولياء الله الذين تفضل الله