كان مضطربا، وقالت: لولا إنه حق لما كان كذا، ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها، فتأكد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين، فكنا نحن ممن خمل ذكره وخبت ناره، وانقطع صوته وصيته، حتى أكل الدهر علينا وشرب، ومضت السنون والأحقاب بما فيها، ومات كثير ممن يعرف، ونشأ كثير ممن لا يعرف!!
وما عسى أن يكون الولد لو كان! إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقربني بما تعلمونه من القرب للنسب واللحمة، بل للجهاد والنصيحة، أفتراه لو كان له ولد هل كان يفعل ما فعلت! وكذاك لم يكن يقرب ما قربت، ثم لم يكن عند قريش والعرب سببا للحظوة والمنزلة، بل للحرمان والجفوة!!
اللهم إنك تعلم أني لم أرد الإمرة، ولا علو الملك والرياسة، وإنما أردت القيام بحدودك والأداء لشرعك، ووضع الأمور في مواضعها، وتوفير الحقوق على أهلها، والمضي على منهاج نبيك صلى الله عليه وآله، وإرشاد الضال إلى أنوار هدايتك). (شرح النهج: 20 / 298).
3 - حتى لو سلمنا أن لسلطة الخلافة القرشية وخلفائها دورا في الفتوحات، فإن ذلك لا يغير من الأمر شيئا، ولا يعطي شرعية لحكم خالف النص النبوي والأمر الإلهي وقام على أساس العصبة القبلية وأن قبائل استكثرت على بني هاشم النبوة والخلافة، فقررت أن تأخذ منهم الخلافة وتجعلها في قبائلها!! وقد صرح بمعنى ذلك عمر بن الخطاب! ولا مجال للتفصيل.
* *