وبما أن أئمتنا عليهم السلام أئمة لكل الأمة، فعلينا أن نقدمهم بصفتهم قادة عملوا لإغناء المسار الإسلامي وتصحيحه. لكنه تصور خاطئ للأسباب التالية:
1 - أن مخاطبة الأمة بالإسلام بدون مذهب أو بإخفائه، قد يصح من شخص يحتاج إلى إخفاء مذهبه مثل السيد جمال الدين الأفغاني، لأن إظهار مذهبه يضر بهدفه الذي نذر له حياته، وهو المحافظة على الأمة من الغزو الغربي، والعمل لتقوية قيادتها المتمثلة بالخلافة العثمانية.
أما الحركة التي تنطلق من علماء في الحوزة العلمية في النجف، وتعمل في وسط شيعي، وأحيانا نادرة في وسط سني، فلا يمكنها أن تواصل مخاطبتها للأمة بدون مذهب إلا مدة قصيرة! لأن مذهبها معروف من سلوك أفرادها، وسوف ينظر أتباع المذاهب الأخرى بريبة إلى أسلوبهم في إخفاء مذهبهم، ويطلبون منهم تحديد موقفهم من المذاهب.
وهذا ما حدث بالفعل، فقد تم تصنيف الحركات الإسلامية المرتبطة بعلماء الشيعة إلى حركات مذهبية، سواء من الحكومات أو الجمهور السني، وصار ذلك لازمة لها لا تنفك عنها، ولم ينفعها ابتعادها عن إعلان مذهبها، ولا تحاشيها الخطاب المذهبي في ثقافتها!
2 - أن من أقوى عوامل نجاح الوحدة بين المسلمين، صدق الداعية إلى الوحدة في طرحه وممارسته، فداعية الوحدة سيكون أقدر على تحقيق هدفه إذا أظهر مذهبه الذي يعتقد به، فقال أنا شيعي أتبع مذهب أهل البيت عليهم السلام، أو أنا سني أتبع المذهب الشافعي، ومع ذلك أدعو وأعمل لوحدة المسلمين وتآخيهم، للنهوض بواقعهم إلى واقع أفضل.
فهذا الصدق في الشخصية، شخصا أو حركة، أدعى إلى ثقة الموافق والمخالف، بينما إخفاء المذهب أو تعويمه، يعني وجود ظلال مبهمة تؤثر