والأمر في فتح الشام كفتح العراق، وهما أساس كل الفتوحات الإسلامية، فيكفي أن نعرف دور الأبطال من تلاميذ علي عليه السلام مثل حذيفة، وحجر بن عدي، وخالد بن سعيد بن العاص الذي كان أبو بكر كتب له مرسوم قيادة فتوحات الشام، فخالف عمر وأصر عمر على عزله لأنه من شيعة علي، لكنه ذهب قائدأ ميدانيا، وهاشم المرقال الذي كان قائد الرجالة، ومالك الأشتر، الذي غير الميزان لمصلحة المسلمين في معركة اليرموك وهي أهم معارك المسلمين مع الروم عندما برز إلى قائد الروم وبطلهم (ماهان) فقتله!
قال ابن الأعثم في كتابه الفتوح ص 230:
(ثم سار ماهان من أرض حمص في مائة ألف فارس، حتى نزل اليرموك وهو نهر من أنهار بلد الأردن، فلما استقر به الموضع إذا قناطر قد أقبل في مائة ألف فارس حتى نزل به مع ماهان، قال: وإذا بطريق من بطارقة الروم يقال له جرجيس قد أقبل من عند ملك الروم مددا لماهان في مائة ألف فارس، قال: فصار ماهان في أربعمائة ألف فارس).
وقال في ص 268: (وبرز ماهان فخرج إليه رجل من دوس فقتله ماهان، وخرج إليه ثان فقتله! وجال ماهان وقوي قلبه ودعا بالبراز فسارع المسلمون إليه وكل يقول: اللهم اجعل قتله على يدي، فكان أول من برز إليه مالك النخعي ثم جاوله في ميدان الحرب، فقال له ماهان: أنت صاحب خالد بن الوليد؟ قال: لا، أنا مالك النخعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، فحمل على مالك وضربه بعموده على بيضته فغاصت البيضة في جبهته فشترت عينه، فمن ذلك اليوم سمي (الأشتر) وكان من فرسان العرب المذكورة، فصبر نفسه وحمل على ماهان والدم يسيل من جبهته! وأخذته أصوات المسلمين فقوى