وهم يريدون بذلك إثبات فضيلة لخلفاء قريش، توجب غض النظر عما ارتكبوه من غصب الخلافة، وإقصاء أهل البيت عليهم السلام!
وقد أثر هذا التهويل على بعضهم لعدم اطلاعهم على دور أمير المؤمنين عليه السلام ودور الأمة في الفتوحات. ونكتفي هنا بذكر ملاحظات كلية حول ذلك:
1 - لقد هيأ النبي صلى الله عليه وآله المسلمين للفتوحات وأخبرهم من أول بعثته بأن الله تعالى وعده أن تفتح أمته بلاد كسرى وقيصر وتملك كنوزهما، وكان ذلك معروفا للجميع وكأنه من عقائد الإسلام وأحكامه.
ففي مجمع الزوائد: 9 / 103: (عن عفيف الكندي قال: كنت امرأ تاجرا فقدمت مكة فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبايع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجرا قال: فو الله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه إذ نظر إلى السماء فلما رآها مالت قام يصلي، ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج ذلك الرجل منه فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلام حين ناهز الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي. قال فقلت للعباس يا عباس: ما هذا؟ قال: هذا محمد بن أخي بن عبد الله بن عبد المطلب. قال قلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة ابنة خويلد. قال: فقلت من هذا الفتى؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عمه. قال قلت: فما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو يزعم أنه نبي، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر!!
قال فكان عفيف وهو ابن عم الأشعث بن قيس يقول وأسلم بعد فحسن إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثانيا مع على بن أبي طالب!! رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد ثقات.). انتهى.