عزمه. قال مالك: فاستعنت عليه بالله عز وجل وصليت على محمد صلى الله عليه وآله وضربته ضربة عظيمة فقطع سيفي فيه قطعا غير موهن، فلما حس بحرارة الضربة ولى منهزما، فصاح خالد بالمسلمين: يا أهل الصبر والبأس احملوا على القوم ما داموا في دهشتهم... الخ.). انتهى.
ولا مجال لتفصيل دور علي عليه السلام وتلاميذه في الفتوح، وهو يحتاج إلى دراسة جادة تكشف الواقع، وتنفي عنه تزييف رواة السلطة القرشية.
قال عليه السلام شاكيا قريشا:
(اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم أضمروا لرسولك صلى الله عليه وآله ضروبا من الشر والغدر فعجزوا عنها، وحلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي والدائرة علي. اللهم احفظ حسنا وحسينا ولا تمكن فجرة قريش منهما ما دمت حيا، فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شئ شهيد.
وقال له قائل: يا أمير المؤمنين أرأيت لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم، وآنس منه الرشد، أكانت العرب تسلم إليه؟ أمرها؟
قال: لا، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت! إن العرب كرهت أمر محمد صلى الله عليه وآله وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت مذ كان حيا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته!
ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسلما إلى العز والإمرة، لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا، ولارتدت في حافرتها، وعاد قارحها جذعا، وبازلها بكرا!
ثم فتح الله عليها الفتوح، فأثرت بعد الفاقة، وتمولت بعد الجهد والمخمصة، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجا، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما