الكوفة، وهي التي تسمى (يوم القادسية، ويوم الجسر، وقيس الناطف) حتى طمع الفرس في غزو المدينة، وأعدوا جيشا ذا عدد، فخاف عمر واستشار الصحابة، فثبته أمير المؤمنين عليه السلام وطمأنه بالنصر، وأشار عليه أن يقيم في المدينة ويرسل مددا للمسلمين، واختار لمددهم عددا من القادة الفرسان.
ومن المعروف عن عمر أنه كان خوافا ولم يكن يوما فارس حرب، وقد شهد بأن أبا بكر وصفه بالجبن والخور! ففي كنز العمال: 6 / 527: (عن عمر قال: لما قبض رسول الله ارتد من ارتد من العرب وقالوا: نصلي ولا نزكي فأتيت أبا بكر فقلت: يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم فإنهم بمنزلة الوحش، فقال: رجوت نصرك وجئتني بخذلانك! جبار في الجاهلية خوار في الإسلام! ماذا عسيت أن أتألفهم بشعر مفتعل أو بسحر مفترى؟! هيهات هيهات مضى النبي وانقطع الوحي!! والله لأجاهدنهم ما استمسك السيف في يدي وإن منعوني عقالا، قال عمر فوجدته في ذلك أمضى مني وأصرم مني، وأدب الناس على أمور هانت علي كثير من مؤنتهم حين وليتهم).
وبعد أن نصر الله المسلمين وفتحوا أكثر العراق والبصرة والأهواز، أوقف عمر الفتوحات! قال الطبري: 3 / 176: (قال عمر حسبنا لأهل البصرة سوادهم والأهواز، وددت أن بيننا وبين فارس جبلا من نار لا يصلون إلينا منه ولا نصل إليهم! كما قال لأهل الكوفة: وددت أن بينهم وبين الجبل جبلا من نار لا يصلون إلينا منه ولا نصل إليهم!).
وفي الطبري: 3 / 246: (عن أبي الجنوب اليشكري عن علي بن أبي طالب قال: لما قدم على عمر فتح خراسان قال لوددت أن بيننا وبينها بحرا من نار، فقال علي وما يشتد عليك من فتحها، فإن ذلك لموضع سرور!).