الله؟!..
وبنى معاوية الخضراء بدمشق فقال: يا معاوية، إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك، فهذا الاسراف. فسكت معاوية ".
وأخرج البخاري في صحيحه من حديث زيد بن وهب قال: " مررت بالربذة فقلت لأبي ذر: ما أنزلك هذا؟ قال: كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية: * (الذين يكنزون الذهب والفضة) * فقال: نزلت في أهل الكتاب فقلت: فينا وفيهم، فكتب يشكوني إلى عثمان، فكتب عثمان: أقدم المدينة فقدمت، فكثر الناس علي كأنهم لم يروني قبل ذلك. فذكر ذلك لعثمان فقال: إن شئت تنحيت فكنت قريبا. فذلك الذي أنزلني هذا المنزل ".
قال ابن حجر بشرحه: " وفي رواية الطبري: إنهم كثروا عليه يسألونه عن سبب خروجه من الشام، فخشي عثمان على أهل المدينة ما خشيه معاوية على أهل الشام.. وفي رواية الطبري: تنح قريبا. قال: والله لن أدع ما كنت أقوله.
ولابن مردويه: لا أدع ما قلت ".
وفي حوادث سنة ثلاثين من تاريخي الطبري وابن الأثير: كان ما ذكر في أمر أبي ذر وإشخاص معاوية إياه من الشام إلى المدينة، وقد ذكر في سبب ذلك أمور كثيرة، من سب معاوية إياه وتهديده بالقتل وحمله إلى المدينة من الشام بغير وطاء ونفيه من المدينة على الوجه الشنيع.. أمور كثيرة كرهت ذكر أكثرها.. " وعلى الجملة فإن نكير سيدنا أبي ذر رضي الله عنه كان موجها إلى معاوية ومروان وعبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وطلحة بن عبيد الله وأمثالهم الذين خضموا على عهد عثمان مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع.. إلى أن أسكنه عثمان الربذة فمات بها.. وقد نص على تسيير عثمان أبا ذر قهرا جمهور المؤرخين والمحدثين، حتى أرسله غير واحد منهم كالشهرستاني في (الملل والنحل) والحلبي في (سيرته) وابن حجر المكي في (صواعقه) ولم ينكره السعد في الكتاب.
هذه قضية أبي ذر وعلى هذه فقس ما سواها..