الأئمة (عليهم السلام) من ناحية مدى تصديه لشؤون الإمامة والولاية وتحمل المشاق للدفاع عن حريم الرسالة المحمدية، وإلا فالأئمة (عليهم السلام) جميعا من ناحية الأنوار متحدين فهم كلهم نور واحد ولكن الاختلاف كان من جهة تصديهم لشؤون الخلافة والمشاق التي تحملوها، وعليه تكون الصديقة الزهراء (عليها السلام) كفو للإمام أمير المؤمنين فهي أم الأوصياء وروح النبوة وبضعة الرسول، وزوجة خير الأوصياء. وعلى ضوء هذه الأحاديث وعلى أساس أحاديث أخرى أغمضنا النظر عليها لئلا يطول المقام بنا، كانت فاطمة الزهراء وبدليل الأولوية وفحوى الخطاب الحجة على الأنبياء والأئمة، ونقول ليس فقط ما تكاملت نبوة نبي فحسب بل ما تكاملت الإمامة في إمامتها ولا تكامل العلماء في علمائها وإلا الأدباء في أدبهم والحكماء في حكمهم والأتقياء في تقواهم وكل كامل في كمال حتى يقر بفضلها ويؤمن بمحبتها فهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى والأخرى (1). فإذا كانت فاطمة حجة وما تزال حجة على الأئمة (عليها السلام).
وحبها من الصفات العالية * عليه دارت القرون الخالية بأبي فاطم وقد فطمت * باسمها نار حشرها ولظاها هي والله كوثر قد أعدت * لبنيها وكل من والاها هي عند الله أعظم خلق * وبها دار في القرون رحاها وهكذا كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) بهذه الوجوه وأدلة أخرى الحجة على الأنبياء والأوصياء وبهذا المعنى الذي وضحناه تبين لنا عظم مقام فاطمة (عليها السلام) وعلو قدرها عند الباري عز وجل ونكتفي بهذا البيان حول الوقوف على قول الإمام الحسن العسكري " فاطمة حجة علينا ".