المفضل التي رواها عن الإمام الصادق (عليه السلام) لكي نفهم كيف يجري الحال مع هذه الرواية، فالسؤال المطروح فيما نحن فيه يقتضي أن نفهم أن أصل يوم العذاب هل يقصد به الأساس الذي بني عليه ظلم أهل البيت (عليهم السلام) من ذلك الحين أو أنه يقتضي - الأصل - معناه يوم القيامة الذي سوف يكون فيه الأساس لعذاب الذين ظلموا أهل البيت (عليهم السلام) فيكون الجزاء جهنم خالدين فيها أبدا؟ أما الشق الأول الذي يقصد به ويقول إن أصل يوم العذاب هو ذلك اليوم الذي سلبت فيه الخلافة من أمير المؤمنين (عليه السلام) - يوم السقيفة - وإضرام النار على باب بيت أمير المؤمنين وفاطمة (عليهما السلام)...
وقتل محسن بالرفسة، حيث أسس الظلم والعذاب على أهل البيت (عليهم السلام) ولم يرو الراحة والاطمئنان من يوم ظلم فاطمة إلى واقعة كربلاء وقتل أهل البيت وتشريدهم إلى ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فإن العذاب موجوع والأذى مبثوث لكل من ولاهم واتبعهم من شيعتهم وعلى هذا الأساس يكون أصل يوم العذاب هو اليوم الذي أسس الظلم على أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الحياة الدنيا، وهذا القول الذي يقول إن يوم العذاب هو يوم الظلم الذي جرى على أهل بيت النبوة بعيد عن المتفاهم العرفي ولا يساعد عليه الحال لأن هناك فرق بين أن تقول يوم الظلم ويوم العذاب لأنه الظلم وارد في الحياة الدنيا أما العذاب فيكون له يوم خاص وكما عبر عنه القرآن يوم التغابن ويوم القيامة.... فلذا الظاهر من خلال الرواية أن يوم العذاب ليس هو يوم الظلم الذي جرى على أهل بيت النبوة (عليهم السلام) لأن العذاب لا يطلق على هكذا حال وإنما يطلق على يوم القيامة الذي سوف يكون فيه العذاب للظالمين أما ما الذي يصح أن يعبر منه فهذا ما يمكن أن نقول به هو يوم المصائب ويوم المحن والابتلاءات والظلامات إذن يكون هذا القول منتفي في كون يوم العذاب هو اليوم الذي أسس فيه الظلم لأهل بيت النبوة.
وعلى الشق الثاني من معنى الأصل ليوم العذاب يكون معناه أن يوم القيامة سوف يكون فيه العذاب والخزي للذين أخذوا الخلافة من أصحابها الحقيقيين وظلموا الزهراء (عليها السلام) وأضرموا النار على بيت أمير المؤمنين وقتلوا المحسن بن علي (عليه السلام) بالرفسة، فتكون هذه الظلامات هي الأساس والأصل ليوم العذاب في نار جهنم