ومن هذا المنطلق نرى أن الرسول وأهل بيته (عليهم السلام) قد أكدوا ومن خلال الكثير من الروايات على ضرورة تسمية المولود بخير الأسماء وأفضلها وذلك لما يتركه الاسم من البصمات الواضحة والآثار الجميلة على طبيعة تصرف الفرد وعلى ضوء ذلك المعنى الذي يحمله الاسم، ولذلك جاءت الأحاديث لتؤكد على هذه المسألة وللفلسفة الرائعة لها، حيث ورد الاستحباب المؤكد على ضرورة تسمية المولود بأحسن الأسماء حيث روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال: " لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمد فإذا مضى لنا سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإن شئنا تركنا " (1).
وقد أكد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على هذه التسمية بقوله: " من ولد له أربعة أولاد ولم يسم أحدهم باسمي فقد جفاني " (2).
وكان الديدن العام لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) على هذا الأمر والاهتمام به كل الاهتمام فهم (عليهم السلام) كانوا يحثوا المسلمين على تسمية أبناءهم وبناتهم بالأسماء التالية (عبد الرحمن - وباقي أسماء العبودية - محمد، أحمد، علي، حسن، حسين، جعفر، طالب، فاطمة) (3).
وجاء التأكيد على هذه الأسماء من خلال عدة روايات أثبتت هذه المسألة المهمة كل ذلك لأجل تحصين الطفل من السخرية والاستهزاء من قبل الآخرين في حالة تسميته بأسماء ورد فيها الكراهة مثل الحكم، خالد، مالك، حارث، ولئلا تكون سببا للشعور بالنقص كما هو الحال في الأسماء المستهجنة.
وبعد هذه المقدمة المهمة في مضمونها نصل إلى موضوع البحث الذي نريد الدخول فيه وهو أسماء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وفلسفتها، فإن اسمها من الباري عز وجل وهو الواضع لهذه المعصومة الشهيدة اسمها وكما سيتبين من خلال البحث، وهنا في هذا المقام ينقدح لدينا عدة أسئلة مهمة مرتبطة بصميم بحث أسماءها ألا وهي:
1 - لماذا الباري عز وجل وضع الأسماء لفاطمة الزهراء (عليها السلام)؟
2 - وما فلسفة أسماءها؟