لطيف وأصيل وحسن إلا أنه المسمى بها غير منزه بل أنه مثلا يدل على خلاف اسمه، وهذا بخلاف ما نجده في بعض الأسماء التي تحمل معنى قبيح وصاحبها ذو أصالة وأخلاق حسنة وأفعال جميلة.
وهكذا نجد من خلال استقراء سيرة التاريخ في هذا المجال أن هناك الكثير من الأسماء اللامعة والتي يشير إليها المسلمون بالبنان مثل عبد الملك وهارون الرشيد والمتوكل على الله والواثق بالله أن بينهم وبين أسماءهم وألقابهم البون الشاسع، فأسماءهم تدل على أنهم عاشوا في ملكوت التوكل والرشد والتقوى والوثوق بالله والاعتصام به بينما السيرة الذاتية لحياتهم وشخصياتهم تدل على خلاف ذلك، فمثلا لو طالعنا حياة هارون الرشيد ذلك الخليفة العباسي وكيف تصرف برعونة وحماقة مع الأحرار والسادة العلويين من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخصوصا (1) وخاصة إجرامه بحق الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) نجد أن هذا الأمر واضح وبصورة جلية، ولنعم ما قال الشاعر الكبير أبو فراس الحمداني في رائعته التي يقول فيها:
الدين مخترم والحق مهتضم * وفي آل رسول الله مقتسم إلى أن يقول...
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا * مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم إذا تلوا آية غنى خطيبكم * قف بالديار التي لم يعفها القدم بينما إذا نظرنا إلى أهل بيت النبوة (عليهم السلام) نجد أن أسماءهم تدل على المعاني العالية المنال وفي نفس الوقت نرى أن السيرة الذاتية لحياتهم ومواقفهم وتصرفاتهم ذات دلالة واضحة على أسماءهم وألقابهم.
فحين نقرأ سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) نجد كل ألقابه وكناه منطلقة من صفاته الأصيلة الثابتة في أعماقه وفي جذوره المشرقة المضيئة بنور الله تعالى فهو الإمام العابد الزاهد الصادق القائد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين، وهكذا في الحسن المجتبى والحسين الشهيد والساجد والباقر عليهم السلام أجمعين.