أخبرنا الحسن بن علي المعمري، حدثنا إبراهيم بن زياد سيلان، قالا: حدثنا عباد بن العوام، عن سفيان بن الحسين، عن مقسم، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات واتبعه عليا، فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء، فخرج أبو بكر فزعا، فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا علي، فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره على الموسم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات، فقام علي في أيام التشريق (إن الله برئ من المشركين ورسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) لا يحجن بعد اليوم مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخلن الجنة إلا مؤمن، وكان علي ينادي بها فإذا أبح قام أبو هريرة فنادى بها.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر: أحمد بن إسحاق الفقيه، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا أبو إسحاق الهمداني، عن زيد بن يثيع. قال: سألنا عليا بأي شئ بعثت في الحجة؟ قال: بعثت بأربع:
لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامه هذا، ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر.
أخبرنا الفقيه أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني، أخبرنا أبو الشيخ الأصبهاني، حدثنا محمد بن صالح الطبري، حدثنا أبو حمة، حدثنا أبو قرة، عن ابن جريح، أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح، فلما استوى بالتكبير سمع الدعوة خلف ظهره، فوقف عن التكبير فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه